الأحد المنصرم كان اليوم الأخير الذي قُرعت فيه أجراس كنيسة القيامة، استشعر المصلون عظمة الإيمان وهم يؤديون صلوات، يتقربون فيها إلي الرحمن بأن يعُم السلام على أرض السلام.
لم يكن يعلم المصلون في تلك الليلة أن هذه الصلوات ربما تكون الأخيرة قبل قرار اغلاق كنيسة القيامة، بعد أن أعلن بطاركة ورؤساء كنائس القدس إغلاقها احتجاجًا على الممارسات الإسرائيلية بحق الكنائس في فلسطين عمومًا وكنيسة القيامة خصوصًا.
أبواب مؤصده وتراتيل وصلبان وشموع في ساحة الكنيسة القديمة هذا حالها وواقعها في اليوم الثالث على التوالي، ومصلين يفترشون الأرض ويجلسون في الطرقات المؤدية لها، واخرون ينتظرون سماع أصوات أجراسها، مشروع قانون أعلنت عنه لجنة التشريعات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يقضي بفرض ضرائب على أملاك الكنائس، وهو ما يُعتبر خرقًا لاتفاقاتٍ سابقة تعفي هذه الأملاك من ضريبة البلدية، فخشيت الكنائس أن تؤدي تكاليف هذه الضريبة إلى زيادة الضغوط المالية عليها.
زُعماء كنائس الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس والأرمن يقولون أن الإجراءات الإسرائيلية هذه تبدو وكأنها محاولة لإضعاف الوجود المسيحي في القدس، متهمين الاحتلال الاسرائيلي بشن هجوم ممنهج لم يسبق له مثيل على المسيحيين في الأرض المقدسة.
هذه الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة تُعد “محاولة لإضعاف الوجود المسيحي” في القدس، تلك الإجراءات أصابت المسيحيين بخيبة أمل كبيرة بعد أن وقف عدد من السائحين في حيرة أمام أبواب الكنيسة المغلقة، حيث ازدحمت ساحة الكنيسة القديمة بالحجاج المسيحيين القادمين من خارج الأراضي الفلسطينية والمصلين من أبناء الطوائف المختلفة من المدينة.
منذ ألف عام لم تُغلق أبواب كنيسة القيامة، يقول الأب عيسى مصلح الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذكس ما ذنب الحجاج والسياح القادمين الأن للمشاركة في هذه الأيام المباركة أيام الصوم الأربعيني المقدس، حيث تُقام الصلوات لمرة واحدة على مدار العام.
ويتسأل الأب عيسى كيف يمر هذا العام وصلوات المدايح والنومة الكبرى والصغرى وقداس يوحنا فم الذهب وباسيليوس الكبير وغيرها لا تُقام في الكنيسة.
ويضيف الأب عيسى نحن لا نوفر جهدا هذه الأيام ونتحرك في كل مكان ونتحدث الي العالم أجمعم والي رؤساء الكنائس ومناشدة جلالة الملك عبد الله الثاني حامي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والرئيس محمود عباس، كما تم التواصل مع جميع الدول الصديقة خاصة اليونان وقبرص وبريطانيا وألمانيا وايطاليا والفاتيكان وموسكو والبطريرك المسكوني في تركيا.
نحن الأن مسيحيوا الأراضي الفلسطينية في أمس الحاجة الي مسيحو العالم وأحرار العالم ولجميع الديانات للوقوف معنا وللتصدي لقرارات الاحتلال الإسرائيلي فالكنائس لا تدفع الضراب منذ العهد العثماني والانجليزي والأردني لانها جمعيات تساعد الفقراء وتقدم الدعم للمحتاجين والايتام ولديها مؤسسات إنسانية واجتماعية ومدارس وملاجئ ومبدأ الدفع مرفوض لدينا.
لسان حال الأب مصلح وممثلي الطوائف المسيحية الثلاث التي اتخذت قرار اغلاق الكنيسة واحد ويقول لن نقف مكتوفي الأيدي سنواصل الجهود وسنتخذ خطوات تصعيدية في حال عدم تراجع سلطات الاحتلال عن اجراءاتها المخالفة للشرعية الدولية وكسر الستاتيكو (النظام) المعهود والمطبق منذ عام 1852، والذي تحترمه كافة الدول

