حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت، الدول الصناعية “من الفشل في تحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ، بأن تكون الزيادة القصوى في درجة حرارة الأرض بنهاية القرن الحالي درجتين مئويتين”.
وفي كلمتها الأسبوعية التي تبثها على الإنترنت، قالت ميركل التي تستضيف بلادها حاليا الدورة الـ 23 لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، إن “الهدف الرئيسي لاتفاقية المناخ المتمثلة في خفض الزيادة القصوى في درجة حرارة الأرض خلال القرن الحالي إلى درجتين مئويتين، لن يتم تحقيقه بنسبة كبيرة بحسب الوضع الحالي”.
وتابعت: “يقع على عاتق ألمانيا والدول الصناعية مسؤولية تغيير هذا الوضع، لأن هذه الدول هي التي تنتج النسبة الأكبر من الغازات المضرة بالمناخ”.
واستطردت: “حتى لو توقفت ألمانيا (وحدها) عن إنتاج أي انبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون، فإن درجة حرارة الأرض سترتفع أكثر من درجتين مئويتين”.
في الوقت نفسه، حذرت المستشارة الألمانية من خسارة اقتصاد بلادها الكثير من الوظائف “بسبب القواعد البيئية التي تبالغ في تقييد الصناعة”.
وتساءلت أنه “إذا انتقلت مصانع الألمونيوم ومصانع الصلب ومصاهر النحاس، إلى بلدان أخرى لا تقيد فيها قواعد حماية البيئة الصناعة، ماذا سيستفيد المناخ في العالم؟”.
ودعت ميركل في كلمتها إلى “تحقيق التوازن بين قواعد حماية البيئة والاقتصاد”.
ويعد ملف المناخ وتطبيق سياسات صارمة لحماية البيئة والحد من انبعاثات الغازات التي تساهم في رفع درجة حرارة الأرض، من أبرز الملفات الخلافية في مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم الجديد التي يقودها الاتحاد المسيحي (يمين وسط) بزعامة ميركل، مع حزبي الخضر (يسار) والديمقراطي الحر (يمين وسط).
وفي الفترة من 6 إلى 17 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، يبحث المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بدورته الـ 23، في مدينة بون وسط ألمانيا، وفي مقدمتهم ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سبل تنفيذ هدف اتفاقية المناخ التي وقعت عليها كافة دول العالم ما عدا سوريا، في باريس عام 2015، لخفض زيادة درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين.
ويقدر العلماء أن درجة حرارة الأرض سترتفع في القرن الحالي إلى معدلات تراوح بين 3 و4 درجات مئوية، ما يعني ارتفاع مستوى سطح البحر بنحو 88 سنتيمترا، الأمر الذي يهدد بغرق بعض المناطق المتاخمة للبحار والمحيطات في كثير من المناطق حول العالم.