أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، عن أسفه “لعدم حدوث أي تحسن” في أوضاع الفلسطينيين في قطاع غزة رغم بدء تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس” الشهر الماضي.
جاء ذلك في الإفادة التي قدمها ميلادينوف في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت، اليوم الإثنين، بشأن “الحالة في الشرق الأوسط”.
وحذّر ميلادينوف من “التداعيات المدمرة لنقص الكهرباء على الخدمات الرئيسية في القطاع”.
ودعا المانحين الدوليين إلى سرعة تلبية نداء الأمم المتحدة الإنساني لعام 2017 (بقيمة إجمالية 25 مليون دولار)، لإنقاذ أرواح المدنيين في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ عام 2007.
واعتبر المنسق الأممي أن “التوقيع على اتفاق القاهرة (اتفاق المصالحة)، غدًا الثلاثاء، بمثابة السير في طريق طويل يمكن أن يقود إلى التسوية، لكنه يتطلب في المقام الأول حل الأزمة الإنسانية في غزة وعودة القطاع أمنيًا ومدنيًا وبشكل كامل إلى السلطة الفلسطينية”.
وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت حركتا “فتح” و”حماس”، في القاهرة، اتفاقًا للمصالحة، يقضي بتمكين الحكومة من إدارة شؤون غزة، كما الضفة الغربية، بحد أقصاه مطلع ديسمبر/كانون أول المقبل، على أمل إنهاء الانقسام القائم منذ 2007.
ونص الاتفاق على عقد اجتماع للفصائل في القاهرة 21 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري لاستكمال البحث في الملفات العالقة.
وبشأن ملف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أوضح المنسق الأممي أن “الأمم المتحدة تعتبر جميع الأنشطة الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة هائلة أمام تحقيق السلام ويجب أن تتوقف”.
كما أعرب ميلادينوف عن قلقه إزاء “التطورات الأخيرة بشأن مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية التمثيلية في واشنطن” ولفت إلى أنه “يمكن فقط من خلال الحوار البناء إحراز تقدم نحو السلام”.
والجمعة الماضي، أبلغت الإدارة الأمريكية منظمة التحرير الفلسطينية بأنها “ستغلق مكتبها بواشنطن حال لم تشارك بمفاوضات مباشرة وهادفة من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل”.
وردًا على ذلك، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في تسجيل فيديو، مساء السبت، اطلعت عليه الأناضول، إن السلطة “ستعلق كل اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية” حال رفضت تجديد ترخيص مكتب المنظمة في واشنطن.
وفي أبريل/نيسان 2014 توقفت المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، التي كانت ترعاها الإدارة الأمريكية، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967، كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين قدماء في سجونها.
وتطرّق المسؤول الأممي في إفادته إلى لبنان، وقال إن “استقالة رئيس الوزراء الحريري أثناء زيارته للملكة العربية السعودية صدمت لبنان والمنطقة”.
وأمس الأول السبت، أعلن الحريري، عقب لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، أنه سيعود إلى بيروت ويشارك في عيد الاستقلال، بعد غدٍ الأربعاء.
ووصل الحريري إلى باريس، بعد 15 يومًا أمضاها في العاصمة السعودية الرياض، التي أعلن منها استقالته، في 4 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري.
وأرجع الحريري قرار استقالته إلى “مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه”.
ورد الرئيس اللبناني ميشال عون بأنه لن يقبل استقالة الحريري حتى يعود إلى لبنان ليفسر موقفه.