لعبت جهات كثيرة دوراً ضاغطاً في توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة وبرعاية مصرية، ولعل الشعب كان أول من لعب هذا الدور.
ولكن السؤال هنا ما هو دور الإعلام في توقيع الاتفاق؟ هل كان له دور فعالاً في هذا الحدث التاريخي؟
أكد الدكتور جواد الدلو أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة، أن الإعلام يستطيع أن يكون داعماً حقيقياً في ملف المصالحة والعديد من القضايا الوطنية.
وقال في لقاء مع : “للأسف الشديد هناك تكتيم إعلامي شديد، حول ما جرى في القاهرة، حيث لم يكن هناك معلومات في أيدي الإعلاميين حول الآليات التي تم الاتفاق عليها، وإنما كل ما هناك تسريبات على لسان أشخاص، أو كان هناك بيان موجز، ويقال: إنه كان مسجلاً، كما لم يكن هناك مؤتمر صحفي يُدعى إليه الصحفيون؛ لكي يتحدث من خلاله المسؤولون من فتح وحماس حول الآليات، ويرد عليهم الصحفيون”.
وأضاف: “لم نسمع حتى اللحظة عن اتفاق شامل موقع عليه من الطرفين، ولك سمعنا عن بعض الآليات المحددة”.
بدوره، أكد الدكتور فريد أبو ضهير أستاذ الإعلام في جامعة النجاح، أن المطلوب أن يكون للإعلام دور كبير في موضوع المصالحة، مرجعاً ذلك إلى أن الإعلام يمس كل جوانب المجتمع.
وقال: “الإعلام عليه عبء كبير في إعادة اللّحمة بين أجزاء الوطن وبين فتح وحماس، تحقيق المصالحة الفلسطينية”.
وفي السياق، أوضح أبو ضهير، أنه عندما تم الإعلان عن اتفاق القاهرة بشكل مفاجئ واعلان حركة حماس أنها ستسلم قطاع غزة وستحل اللجنة الإدارية، فإن ذلك كان خبراً مفاجئاً للجميع، بالإضافة إلى أن تجارب الشعب الفلسطيني في قضية المصالحة كانت صادمة في أكثر من مرة، مما أصاب الشعب الفلسطيني عامة بالإحباط وفي قطاع غزة خاصة.
وقال: “وبالتالي عندما تم الإعلان عن الاتفاق لم يُعط الإعلام الأهمية الكبيرة لذلك، وكذلك الأفراد”.
وبين أبو ضهير، أن الضغط الأساسي كان من حركة حماس بشكل خاص، لأنها وصلت إلى نتيجة بعد 10 سنوات بأنها لا تستطيع خرق الحصار، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الإعلام كان آخر الضاغطين على الطرفين.
ورأى أبو ضهير، أن الإعلام في هذه المرة ليس عاملاً مؤثراً وإنما متأثر بالحالة، حيث إنه لا يلعب دوراً مؤثراً في ملف المصالحة، منوهاً إلى أنه يجب أن يلعب الدورين، بأن يؤثر ويتأثر في مثل هذه الملفات.


