تقول دراسة جديدة أجريت مؤخراً في مركز أبحاث الحياة النشطة في مدينة أوتاوا الكندية، إن سلوك الأطفال يتأثر بشكل كبير بالفترة الزمنية التي يقضونها أمام شاشات التلفزيون والهاتف.
وقام فريق البحث بتحليل سلوكيات ما يقرب من 5000 طفل، آخذين بالاعتبار عدد الساعات التي يقضونها أمام أنواع الشاشات المختلفة ابتداء من شاشات الهاتف الذكي وانتهاء بشاشات التلفزيون.
وأظهرت النتائج بأن السلوك الاندفاعي للطفل يتأثر بشكل سلبي كلما ازداد عدد الساعات التي يقضيها أمام الشاشة، مما قد يؤدي إلى العديد من مشاكل الصحة العقلية مثل الإدمان والاكتئاب، والاضطراب في عادات الطعام.
ارتفاع مستوى العنف
يشاهد الطفل ما يقارب 12000 عملاً عنيفاً على التلفاز سنوياً، بما في ذلك العديد من مشاهد القتل والاغتصاب، حيث تؤكد أكثر من 1000 دراسة على أنّ التعرض لجرعات كبيرة من العنف التلفزيوني يزيد من السلوك العدواني خاصةً عند الذكور، بالإضافة إلى ذلك تربط دراسات أخرى بين مشاهدة التلفاز وزيادة خطر الانتحار، كما يوجد مجموعات من الأطفال الذين يكونون أكثر عرضةً إلى العنف.
عرقلة نمو الطفل
اكتشفت الدراسات أنّ مشاهدة التلفاز في السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل يمكن أن تؤثر سلباً على عملية نضجه، ومن هذه السلبيات ما يأتي:
ارتباط تعرّض الطفل للتلفاز بتأخر تطور اللغة، ومهارات الاستعداد لمرحلة لرياض الأطفال.
ارتباط التعرّض المبكر للتلفاز مع مشاكل الانتباه، واضطرابات النوم.
ارتباط مشاهدة التلفاز في سن الثالثة بمشكلات السلوك، وتأثيرات طويلة المدى على التنمية الاجتماعية، والإنجاز الأكاديمي.
ارتفاع نسبة السمنة
ربط خبراء الصحة مشاهدة التلفاز لوقت طويل مع السمنة، حيث يقلّ النشاط البدني للطفل عند مشاهدته للتلفاز، بالإضافة إلى أنّه يكثر من تناول الوجبات الخفيفة، كما يتمّ عرض الإعلانات التي تشجعه على تناول الأطعمة غير الصّحية، مثل: رقائق البطاطا، والمشروبات الغازية، وقد أظهرت الدراسات أنّ تقليل ساعات مشاهدة التلفاز لدى الأطفال أدّى إلى انخفاض معدل زيادة الوزن، وانخفاض مؤشر كتلة الجسم.
وخلص الباحثون أيضاً إلى أن حصول الطفل على 9- 11 ساعة من النوم كل ليلة، وممارسة تمارين معتدلة لـ 60 دقيقة على الأقل، وعدم قضاء أكثر من ساعتين أمام الشاشة يساهم في تحسين صحتهم العقلية واتخاذ قرارات سليمة، بحسب ما ورد في صحيفة “تايمز أوف إنديا”

