لماذا روضة شمال سيناء ؟
بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
تعرضت مصر والإنسانية لحادث إرهابي خسيس عندما قامت مجموعة من الإرهابيين المتآمرين الجبناء باقتحام مسجد الروضة الكائن في قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء وفجرت العناصر الإرهابية عبوة ناسفة بمحيط المسجد في أثناء أداء المصلين الخاشعين صلاة الجمعة 24 نوفمبر 2017 وتسبب الانفجار في استشهاد أكثر من 300 وإصابة أكثر من 160 من المصلين وتلفيات بمسجد من مساجد الله تعالى التي يرفع ويذكر فيها اسمه.
الإرهابيون قاموا بالتفجير بالعبوات الناسفة عبر جهاز تحكم عن بعد واستخدموا مواد شديدة الانفجار ثم أضرموا النار في سيارات الأهالي وقطعوا الطريق المؤدي للقرية ثم هربوا بسياراتهم فور ارتكاب الحادث.
فور وقوع الحادث الإرهابي الغاشم على المصلين بمسجد الروضة بمركز بئر العبد بمحافظة شمال قامت هيئة الإسعاف بدفع 25 سيارة إسعاف بعد أن دفع مرفق هيئة الإسعاف بالشرقية بـ20 سيارة إضافية لنقل ضحايا التفجير الإرهابي
وتم نقل المصابين والشهداء إلى مستشفى العريش العام ومستشفى بئر العبد وتزايدت نداءات التبرع بالدماء للمصابين حيث توجهت أعداد كبيرة من الأهالى إلى مستشفي بئر العبد العام ومستشفى العريش للتبرع بالدماء وحضر فريق طبي مركزي من القاهرة إلى مدينة العريش لمتابعة الحالة الصحية لمصابي التفجير ووصلت إلى محافظة الإسماعيلية 15 سيارة إسعاف قادمة من العريش حاملة العديد من المصابين والشهداء واستقبل المستشفى الجامعي والمستشفي العام مستشفي القنطرة شرق ومستشفى معهد ناصر ودار الشفاء بالقاهرة الشهداء والمصابين .
قال الشيخ علي سلامة خطيب مسجد الروضة بشمال سيناء إنه عندما صعد إلى المنبر سمع ضرب النيران وبعد ذلك حدثت حالة من الهرج والمرج في محاولة من المصلين للهروب من ضرب النيران والبعض قام بالهروب من شباك المسجد .. وقال أيضا : أن الإرهابيين قاموا بتفجير المسجد في البداية وبعد ذلك قاموا بإطلاق النيران على كل المصلين في المسجد..
هنا يتبادر إلى الذهن هذا السؤال .. لماذا قرية الروضة ؟
نقول إن قرية الروضة تبعد عن مدينة العريش محافظة شمال سيناء نحو 60 كيلو متر من الغرب وتنبع مركز بئر العبد ومعظم سكانها ينتمون إلى عائلة أبو جرير المنحدرة من أصل قبيلة السواركة وتعيش القرية في هدوء نسبي أسوة بالقرى والمدن الأخرى .
سكان قرية الروضة يميلون إلى الصوفية التي يكفرها الفكر الداعشي وكانت هناك محاولات من الدواعش لاختراق القرية الآمنة وبعد فشل كل المحاولات بدأت مناوشات داعش على الطريق المؤدي للقرية ولاسيما أن سكان الروضة ببئر العبد يعيش بينهم النازحون من سكان جنوب رفح والشيخ زويد عقب الأحداث التي تمر بها سيناء مما اضطر هؤلاء السكان إلى النزوح إلى أماكن أكثر أمنا وأمانا على حياتهم.
هذا فضلا عن تعاون أهل “سكان قرية الروضة يعشقون الوطن ولذا هم مع القوات المسلحة والشرطة وعانوا قواتها وقيادتها كثيرا وأبلغوا عن أماكن تمركز الدواعش في الصحراء المحيطة بالمنطقة .. كل هذه الأمور وضعت سكان الروضة في دائرة انتقام الدواعش ونتذكر مقتل الشيخ سليمان أبو جرير البالغ من العمر100 سنة أحد رموز الصوفية على أيد الدواعش وتم نشر فيديو بهذه الجريمة.
لكن مهما حاول أولئك النيل من أمن مصر وشعبها فإن نهايتهم سوف حتمية لأن من أراد السوء لمصر قصمه الله .


