خطفت والدة الشهيد خالد محمود جوابرة (18 عاما) من مخيّم العروب شمال الخليل أنظار المشيعين لنجلها، وهي تحمل نعشه على كتفيها، وتطلق الهتافات الحماسية التي رددها جموع الشبان بتأثر وتفاعل غير مسبوق.
وكانت أوّل خطوة للوالدة في صبيحة اليوم الثاني لاستشهاد نجلها زيارة قبره، وقراءة القرآن على روحه، ووضع أكاليل الورود على قبره، معتبرة الأمر “زيارة الصباحية” للعريس، كما جرت عادة العائلات الفلسطينية التي تزور أبناءها في صباح اليوم الثاني لزفافهم.
ولا تخفي الوالدة تجاوزها لمشاعر الأمهات، من الحزن والفقدان لنجلها، بقدر ما يبدو عليها التفاعل القوي في حمل الجثمان وسط الآلاف من المشيعين، والسّير به نحو مقبرة شهداء المخيم، والبقاء إلى جواره حتى مواراته الثّرى في مشهد على غير عادة مسيرات التشييع.

