خالد عيسى
الفرح لفلسطين الأم التي تستحق هذا التكريم العربي لها .. والزهو بهذا الجزء من فلسطين الذي تركه العرب ” يقلّع شوكه بيده ” وحيدا في مواجهة عدو كل العرب .. والانصاف لنصفنا بين الوطن والشتات الباقي في بلاده شوك الصبار في حلق عدو العرب .
فوز زكي هو فوز لفلسطين الأم التي هي جوهر الصراع مهما حاول العرب عقد الصفقات المنفردة على حسابها وحساب شعبها ، وان تأتي الجائزة من اجتماع اتحاد الكتاب والأدباء العرب في الخليج الغارق في صراعه العائلي واللاهث للتطبيع مع عدو زكي درويش في تل ابيب هو صحوة ضمير يضمر في ثناياه الهوة بين العرب وحكامهم .. بين افتراق نبل الثقافة عن بؤس السياسة .
شكرا زكي درويش حين نفوز بفوزك ، وشكرا لهذه فلسطين التي تكتب روحنا بالخط الأخضر بشتلة خبيزة في الجليل ، ” ونطة ” فلسطيني من فوق سور عكا الى البحر ، وتنقش حنيننا الى بلادنا في منقوشة زعتر في مطعم ابو العافية بيافا ، ونطلّ على بهاء بلادنا من فوق حدائق البهائيين في حيفا .
ولابد لي من الاعتراف الشخصي ان زكي درويش واحد من الذين يصنعون صباحي الفلسطيني في الفيس بوك في رشاقة ما يكتب ، وفي عينيه الخضراوين أرى زيتون البلاد الباقي في بلادنا الذي يتحدى يوميا جرافة الغزاة ، أرى الوطن الذي سينتصر يوما على الدولة .
واستعير ما كتبه زكي درويش يوما في الفيس بوك لكي اقول من هو هذا الرجل الفائز الذي منحنا فوزه
كتب زكي :
” لم أُدعَ إلى حفل أمير، لم أشارك في جنازة وزير . لم أدخل قصرًا . لم أجلس في الصفوف الأولى . لم أسافر في الدرجة الأولى . لا أحفظ قصيدة مدح ، لا أردد قصيدة هجاء ، لا أذكر قصيدة رثاء . لم أقتنِ ملابس أو أحذية ” .made in”
لا أحب الطعام ، لا أثقل في الشراب . أفضل سماء الشتاء على سماء الصيف ، والليل على النهار . معلوماتي في الموسيقى بائسة ، وفِي الرسم تدعو إلى الرثاء . أذكر الوجوه وأنسى الأسماء . لا أحب القطط وأكره الكلاب .
– ماذا فعلت بنفسك أيها الشقي ؟ أكان يجب أن تعترف ؟


