د.م. حسام الوحيدي
رقم “٤” مفرداً او مركباً هو مصدر تفاؤل عند الأخ القائد الدكتور المناضل “نبيل شعث” ، او حتى ان يوم الاربعاء يعشقه كثيراً الأخ د.شعث حيث يعتبره يوماَ وطنياً بإمتياز ، لماذا كل هذا التعلق بمترادفات الرقم “اربعة” ، غٌصنا في دهاليز نفسية هذا القائد الفلسطيني المتميز ، لِنجد إجابة رائعة ، جواب فيه الإخلاص والتفاني ، جواب في طياته الوطنية والإنتماء ، وبإختصار شديد ، لإن هذا الرقم إرتبط في زعيم الأمة وصانع نهضتها وباني حضارتها ومفجر ثورتها وصانع سلامها الاخ الشهيد الزعيم “ياسر عرفات” ، إرتبط في ميلاده “الرابع من آب / أغسطس” ، إرتبط في عودته الى ارض الوطن 1994 ، حيث نجد في الصورة المرفقة كيف ان شعبنا الفلسطيني مستقبلاً الأخ القائد الزعيم “ابو عمار” والأخ القائد الدكتور “نبيل شعث” في عودتهما الى الوطن عام 1994.
في عام العودة الى ارض الوطن 1994 ، فَرح الأخ القائد الزعيم “ابو عمار” وفَرح الأخ القائد الدكتور “نبيل شعث” ، وفرحت غزة والقدس وفلسطين ، فغزة تعانق البحر والبحر يعانقها بهدؤ ، مارد يختبيء وراء امواج البحر ، تارة يبكي البحر فتختلط دموع البحر بشواطيء غزة ، وتارة تبكي غزة فتختلط دموعها برمال البحر ، وتارة يبكي الاثنان معاً فيلطف اجوائهما مقر فخامة الاخ الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات (المنتدى) ، حيث كان يطل الشهيد الخالد من نافذة ذلك المقر لتعانق نظراته امواج البحر وتطول نظرات الفارس الراحل القائد الشهيد وتحدق عيناه بنسيم البحر وكأنه يوصي البحر على القدس و فلسطين . رحل القائد وبقي البحر الذي يشهد على الوصية وبقيت الوصية ، افتتح القائد الشهيد دخوله الى فلسطين عبر بوابة غزة ، اجتمع والتقى مع جميع القادة الفلسطينيين ووصى على القدس وفلسطين ، في ذلك المقر على ضفاف البحر خطط ورسم ، اصدر الاوامر وعدل الكتابة ، دقق وكتب ، والبحر يشهد على كل الخطط الاستراتيجية التي رسمها الفارس الشهيد مع كل القادة الفلسطينيين ، التقى مع كل ابناء شعبه واخذ صور تذكارية مع كل فرد فلسطيني في ذلك المقر ، رحل القائد وبقي البحر الذي يشهد على الذاكرة وبقيت الذاكرة ، احتضن القائد الشهيد البحر و رام الله احتضنت القائد الشهيد والبحر احتضن غزة .
في رحيل الأخ الزعيم اصاب الزعتر الفلسطيني نوعاً من المرار وشجر الزيتون الفلسطيني بكى بكاءً شديداً فكان بكائه زيتاً صافياً مباركاً على روح الشهيد حارس البيدر . في رحيل الأخ الزعيم إحمر شفق الصباح حزناً على ذلك المناضل القوي ، الذي ليس لتصميمه حدود وليس لقوته ميزان ، انه عنوان فلسطين .
قبل سنوات ، تابعت الزيارة التي قام بها الدكتور “نبيل شعث” الى جنوب أفريقيا بكل تفاصيلها وفعالياتها ، كل هذه الزيارة والفعاليات تناقلتها وسائل الاعلام المرئية والمقروئة ، ولكن هناك حدث راعنا ولفت انتباهنا في جوهانسبرغ مع الدكتور “نبيل شعث “، وجوهانسبرغ هي أكبر مدن جنوب أفريقيا ، وثالث أكثر المدن الأفريقية اكتظاظاً بالسكان بعد العاصمة المصرية “القاهرة” والمدينة النيجيرية “لاجوس” ، وهي عاصمة محافظة “غاوتينج” ، أغنى محافظات جنوب أفريقيا ، وبها المحكمة الدستورية ، ويوجد بها مطار دولي يسمى مطار جوهانسبورغ الدولي.
وبسبب ضخامة المدينة واكتظاظها وإزدحامها يصعب على المحملق والمتابع ومفنجل العيون ان يقتنص منظراً ، ولكن هنا الوضع اختلف مع الدكتور “شعث” ، لأن فلسطين تعيش في يقظته ومرمى عيونه ، أوقف سيارته ليجذب انتباهه صورة جدارية ضخمة ، صورة العناق عناق الزعماء ، الاخ الرئيس الشهيد “ياسر عرفات” والزعيم الجنوب إفريقي “نيلسون مانديلا” ، كُتب في أعلاها “نفس قصة الكفاح” وفي اسفلها كُتب “الزعيمين العظيمين صَنعا التاريخ” ، فأخذ الدكتور “شعث” صورة بجانب هذه اللوحة بعد ان رحلت عيناه متأملة اللوحة بكل عمق .
وخير دليل على أن فخامة الاخ الرئيس “ابو عمار” بقي خالداً في قلوب شعبه الفلسطيني وكل الشعوب الحرة في العالم ، أنه رغم مرور أكثر من عشر سنوات على استشهاده بأنه في العام ٢٠١٣ أُقيمت ورشة أكاديمية اعلامية في العاصمة البريطانية “لندن” وتكون استبيان يخلص الى نتائج تأثير الشخصيات الفلسطينية الاكثر تفاعلاً في المجتمع الفلسطيني وابراز الكلمة الفلسطينية في جميع المحافل الدولية والمحلية ، حيث إستطاع الاستبيان أن يوصل الشتات و الجاليات الفلسطينية اينما وجدت مع الوطن ويجعل من ال ١٢ مليون فلسطيني في الوطن والشتات كفريق واحد لا تفصل بينهم الجغرافيا . المهم ، حيث حصلنا على أعلى عشرة نتائج بعنوان ” الشخصية الفلسطينية ” للعام ٢٠١٣ ، فكانت من نصيب فخامة الاخ الرئيس الشهيد الخالد “ياسر عرفات” والأخ القائد الدكتور “نبيل شعث”.
فهنيئاً للقائد الزعيم ، وفي هذا اليوم احببت ان ازف لروحك الكريمة خبراً مفاده ان كل شعبك الفلسطيني يحبونك حباً كثيراً وانت تعيش بينهم وانت دائماً في حديثهم مترحمين عليك ، فانت لم تمت حتى اطفال فلسطين الصغار الذين لا يتعدى اعمارهم الثلاث سنوات يعرفونك ، وصورك تنتشر مفخرة بين ابناء شعبك وفي كل مكان .


