وقد قام الوفد بجولة في مدينة القدس حيث زاروا كنيسة القيامة وغيرها من المعالم الدينية والتاريخية في المدينة المقدسة وقبل توجههم لزيارة مدينة بيت لحم ومحيطها كان للوفد لقاء مع المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وذلك في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في البطريركية .
اعرب المطران عن سعادته باستقبال وفد ابناء رعيتنا الاتين الينا من مدينة حيفا لكي يعبروا عن تعلقهم وتشبثهم بقدسهم و مقدساتهم .
شدد المطران على اهمية هذه الزيارات التي تهدف الى التعرف على المدينة المقدسة وزيارة مقدساتها والتضامن مع ابناء شعبها والتأكيد على التشبث والانتماء الروحي والانساني والوجداني بهذه المدينة التي تحتضن اهم مقدساتنا .
الكثيرون من ابناءنا لم يقرأوا تاريخ القدس ولم يتعرفوا على اهمية هذه المدينة والانسان هو عدو ما يجهل ولذلك وجب عليكم بماوازة زياراتكم الهامة ان يكون هنالك اهتمام بقراءة امهات الكتب للتعرف على تاريخ القدس وكلما تعرفتم على تاريخ مدينتنا ازدتتم تعلقا وعشقا وانتماء بهذه المدينة التي نعتبرها العاصمة الروحية والوطنية لشعبنا .
حافظوا على ارثوذكسيتكم ، حافظوا على انتماءكم لكنيستكم فالكنيسة هي رسالة وحضور وقيم انسانية واخلاقية في مجتمعنا وفي المحيط الذي نعيش فيه ، لا تظنوا ان الكنيسة هي نصوص نقرأها وليتورجيات نمارسها فحسب ، فالكنيسة هي حضور في خدمة الانسان وانحياز لكل محتاج ومظلوم ومتألم ونحن نتمنى لابناء كنيستنا ان يكون لهم حضور دائم في مجتمعنا لكي يكونوا دوما سفراء حقيقيين لقيم المحبة والرحمة التي تنادي بها المسيحية .
حافظوا على خصوصيتكم الايمانية ولكننا لا نريد لمسيحيي بلادنا ان يكونوا منعزلين عن هموم وهواجس وتطلعات شعبنا الفلسطيني الذي نحن جزء اساسي من مكوناته .
الارثوذكسية التي ننادي بها هي استقامة ايمان وفكر وسلوك وهي محبة ورحمة وخدمة وتفان في العطاء ، والمسيحية ليست طائفة منعزلة بين جدران تفصلها عن قضايا الوطن وهموم وهواجس المجتمع .
نحن سعداء لان كنيستنا الارثوذكسية في مدينة حيفا اصبحت مكانا يلتقي فيه الجميع لكي يعبروا عن انسانيتهم ووطنيتهم واخوتهم وتلاقيهم في خدمة الانسان ، ان قاعة الكنيسة الارثوذكسية في مدينة حيفا اصبحت مركزا ثقافيا يتحدث فيه الادباء والشعراء والمبدعون ، والنشاطات الثقافية التي تقام في رحاب كنيستنا في حيفا انما هي نشاطات نتمنى لها ان تستمر لانها تحمل رسالة ثقافية حضارية وطنية وانسانية ، فكنيستنا الارثوذكسية كان لها دوما حضورا في الحياة الثقافية والفكرية والانسانية والوطنية ويجب ان نحافظ على هذا الحضور في حيفا وفي غيرها من الاماكن ، فالكنيسة ومؤسساتها يجب ان تكون مكانا ينادي بقيم المحبة والاخوة والتلاقي بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني الذي من واجبنا ان ندافع عنه وعن عدالة قضيته الوطنية .
انتم تعلمون ان اوضاع كنيستنا الارثوذكسية ليست على ما يرام فهنالك استهداف لاوقافنا وهنالك من يسعون لتشويه تاريخنا والنيل من وطنيتنا وانتماءنا لهذه الارض المقدسة .
وما تتعرض له كنيستنا يتعرض له الحضور المسيحي بمجمله ، فالحضور المسيحي مستهدف في ارضنا المقدسة كما هو مستهدف في مشرقنا العربي وان تعددت المسميات والاوصاف الا ان الهدف واحد وهو تمرير المشاريع الاستعمارية العنصرية الاقصائية في منطقتنا وفي مشرقنا .
في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها نحن بحاجة الى اناس حكماء يتحلون بالرصانة والوطنية والانتماء الصادق لكنيستهم ووطنهم وشعبهم .
نحن بحاجة الى مزيد من الوعي لكي نتمكن من افشال كافة المؤامرات التي تستهدفنا ، انهم يستهدفون اوقافنا وكرامتنا وهويتنا وعروبتنا وانتماءنا لشعبنا الفلسطيني .
ايها الاحباء لا تظنوا انكم اقلية ولا تنظروا الى انفسكم على انكم كذلك لان الحضور المسيحي في هذه الديار هو ليس حضور اقلية بل هو حضور اولئك المنتمين لهذا المشرق وهويته الحضارية والروحية والانسانية والوطنية .
المسيحية انبلج نورها من فلسطين ومن هنا كانت الانطلاقة فهذه الارض المقدسة هي مهد المسيحية وحاضنة اهم مقدساتنا .
نحن نؤمن بالحوار والتلاقي بين الديانات والثقافات ولا نعتقد بأن الديانات هي التي تتصارع بل اولئك الذين يستغلون الدين لاغراض لا دينية .
نتمنى ان يتحلى ابناء كنيستنا ومسيحيي بلادنا بمزيد من الوعي والانتماء الصادق لكي نتمكن من افشال المؤامرات التي تستهدفنا وتستهدف وجودنا وكرامتنا وتسعى لاقتلاعنا من انتماءنا العربي الفلسطيني النقي .
لن نتخلى عن مسيحيتنا المشرقية ولن نتخلى عن انتماءنا العربي النقي ولن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن شعبنا الذي كرامته هي كرامتنا وحريته هي حريتنا .
نتمنى ان يبقى الحضور المسيحي فاعلا وان يبقى الصوت المسيحي العربي الوطني مؤكدا على عراقة وجودنا وتاريخنا في هذه الارض المقدسة ودفاعنا عن عدالة القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا جميعا .
قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وتحدث عن اهدافها ومضامينها ورسالتها وقال كثفوا من زياراتكم للقدس ولباقي الاراضي الفلسطينية ، تعرفوا على تاريخ بلادكم وافتخروا بانتماءكم لكنيستكم ولهذه الارض المقدسة التي تاريخها هو تاريخنا وهويتها هي هويتنا.


