نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، حفل توقيع كتاب “مشاعل على الطريق: قادة ورموز وكوادر حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح- الجزء الرابع” للباحث اللواء الركن عرابي كلوب، والصادر عن مركز عبد الله الحوراني (2017)، وذلك في قاعة المركز بقطاع غزة، بحضور الأخ المناضل سليم البرديني “أبو خالد” عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأخ الدكتور فايز أبو عيطة نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، والأخ أحمد أبو هولي عضو المجلس التشريعي، ونخبة من قادة وكوادر حركة فتح، وقادة وكوادر من القوى السياسية الفلسطينية، وأعضاء هيئة المتقاعدين العسكريين، وجمع من الكتاب والباحثين والسياسيين والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين، وجمع من المخاتير ورجال إصلاح.
افتتح عريف الحفل الإعلامي المميز محمد الباز “أبو شادي” حفل التوقيع بالسلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، بعد أن رحب بالحضور، وأكد على أهمية الكتاب في التوثيق لسيرة الشهداء ومثمناً جهود الباحث اللواء عرابي كلوب.
وتحدث الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق قائلاً: أهلاً وسهلاً بكل الحضور والمتحدثين في مركز عبد الله الحوراني منارة الثقافة وبيت كل الكتاب والباحثين والسياسيين، نعتز بكم ونفتخر بحضوركم الدائم لنشاطات وفعاليات المركز.
وأضاف، يأتي هذا الكتاب مشاعل على الطريق في جزئه الرابع، لكي يستكمل مسيرة النضال التي افتتحها القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات، وما زال على دربه سائراً نحو الدولة وتقرير المصير رمز شرعيتنا والحافظ لثوابتنا الوطنية الرئيس محمود عباس “أبو مازن” حفظه الله ورعاه.
وباسمكم جميعاً نبرق بالتهنئة لسيادة الرئيس على سلامته، ونؤكد وقوفنا الدائم والمبدئي إلى جانب سيادته في نضاله الدؤوب من أجل رفع اسم فلسطين عالياً، ونقدم التهنئة لسيادته على جهوده في تحقيق الانتصار في القدس الشريف.
وأشار الباحث زقوت إلى أن هذا الكتاب يستكمل المسيرة في التأريخ لهؤلاء الأبطال الشهداء الذين كانوا الأوفياء لفلسطين وقضيتها وشعبها، فكان لزاماً علينا أن نكون أوفياء معهم، بنشر سيرهم لتكون سفراً خالداً للأجيال الجديدة، لكي يتعرفوا على رجال من وطنهم قدموا الكثير من أجل أن تحيا تلك الأجيال حياة حرة كريمة.
وأضاف، تقوم منهجية الكتاب الذي يقع في (335) صفحة على سرد السيرة الذاتية لهؤلاء القادة والرموز من حيث تاريخ الميلاد والنشأة والدراسة والعمل، والانتماء للحركة والمسيرة النضالية، والمناصب التي تقلدوها، والمهام التي كلفوا بها، والمعارك التي خاضوها، والأحداث التي مروا بها خلال مسيرتهم النضالية، وتاريخ الاستشهاد وكيفيته.
وأكد مدير عام مركز الحوراني، أن أهمية هذا الكتاب تكمن في أنه يؤرخ لمسيرة الثورة الفلسطينية وحركة فتح من خلال هؤلاء المشاعل، هؤلاء الرجال القدوة والقادة في القول والفعل، الذين صنعوا تاريخاً، وحملوا لواء الثورة الفلسطينية في مراحلها المختلفة ومنعطفاتها الحساسة، وخاضوا الكفاح المسلح ردحاً من الزمن يقارعون العدو الصهيوني بعزيمة صادقة وقوة لا تلين ولا تنكسر، وما زال أبناء وأحفاد وتلاميذ هؤلاء القادة يخوضون النضال والكفاح على مساحة الوطن الفلسطيني، رافعين لواء التحرير والعودة.
وتحدث اللواء عرابي كلوب مؤلف الكتاب مرحباً بالحضور وشاكراً مركز عبد الله الحوراني على دوره في توثيق الذاكرة الفلسطينية وعلى تبنيه طباعة الكتاب.
وقال: إن الحديث عن الشهداء هو حديث مفعم بالبطولة والمحبة ويثير في النفس كوامن الشجن، ويبعث في الأعماق عطر الخلود، كيف لا يكون ذلك وهم الذين صنعوا لأمتهم وشعبهم ووطنهم ذلك السؤدد والفخار، وأشعلوا بدمائهم الذكية قناديل الفداء والجهاد.
لقد قدم هؤلاء الشهداء دماءهم الطاهرة رخيصة من أجل الوطن والقضية، لعل الدم ينتصر على السيف ذات يوم، ولعل الأرض تزدهر بعد أن تختمر المخاضات، وتزدهم بدماء الشهداء، حيث لا يمكن أن نزور التاريخ ونحن نعيشه وخصوصاً إذا كان تاريخ الشهداء، فهم الأكرم منا جميعاً.
ودعا الباحث اللواء عرابي الإخوة القادة من الرعيل الأول والثاني في حركة فتح وفي فصائل منظمة التحرير إلى ضرورة التوثيق وجمع ما لديهم من معلومات ووثائق تؤرخ لمراحل المسيرة الثورية منذ الانطلاقة وحتى اليوم.
وأضاف: أن غياب المعلومات يؤثر على تسجيل الذاكرة الفلسطينية، فهذه الذاكرة من حق الأجيال الجديدة لكي يطلعوا على ميراث الأجداد والآباء، وتكون حافزاً لهم على مواصلة النضال بل والتفاخر بآبائهم وأجدادهم بما قدموه للوطن.
وتحدث الدكتور فايز أبو عيطة مؤكداً على أن إصدار هذا الكتاب هو عمل وطني من أجل الوطن ومن أجل فلسطين، ومن أجل التاريخ والأجيال القادمة، فهو يستحق كل الشكر والتقدير بشكل مضاعف عن عمل بحثي آخر، فإذا كانت الأعمال البحثية تكون للذات، إلا أن هذا العمل البحثي الذي قام به الأخ عرابي كلوب من أجل الشهداء المناضلين.
وأشار أبو عيطة إلى أن الباحث عرابي يستحق التكريم من المؤسسات الرسمية في الدولة، لأنه يقوم بعمل وطني يسجل فيه ذاكرة التاريخ الحقيقي للشعب والشهداء من أجل حماية هذا التاريخ من التزوير أو السرقة من قبل آخرين.
أما عن هؤلاء الشهداء نقول لهم بأننا على دربهم سائرون نحو تحقيق الحلم الفلسطيني.
