في خضم الأزمات الكبيرة والمتلاحقة، التي تعصف بالمواطن في قطاع غزة، اشتكى المواطنون من ضعف عمل الفصائل الفلسطينية، وهنا لا نتحدث عن طرفي الانقسام فتح وحماس، وإنما الفصائل الأخرى، كالجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية”.
المواطنون قالوا إن الفصائل لا تريد العمل لأنها تخشى ضرب علاقتها بطرفي الانقسام من جهة، ولإدراكها من أن النزول إلى الشارع له عواقبه السياسية، خصوصًا في ظل الاتهامات المتبادلة بين حماس وفتح، وأنهما يسعيان لحشد الفصائل الأخرى لصالحهما.
الفصائل وعبر لقاءات منفصلة أكدت أنها تسعى خلال الأيام القليلة المقبلة، إلى النزول للشارع، والمطالبة بتوفير حياة كريمة للمواطنين في قطاع غزة، مع وضع خطط
لإنهاء حالتي الانقسام والحصار، بلا رجعة.
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، أكد أنه لا أحد من القوى السياسية يقبل بأن تستمر هذه الحالة، مبينًا أن حركته بذلت جهودًا مضنية مع الكل الوطني الفلسطيني، لتجاوز حالة الانقسام السائدة، وإخراج الشعب الفلسطيني من الوضع الذي يعصف بالجميع.
وأضاف أبو ظريفة لا زالت الجهود تبذل لإنهاء أزمات المواطن في قطاع غزة، كأزمات الكهرباء والصحة والإعمار، متابعًا: “لكن للأسف طرفي الانقسام يصران على المضي قدمًا في فرض توجهاتهما الخاصة، وتغليب مصالحهم الخاصة، بعيدًا عن الأخذ بالرأي الفلسطيني أو الإجماع الوطني.
وكشف عن أن هناك توجهات للقوى الديمقراطية خلال الأيام المقبلة للنزول إلى الشارع، وإعلاء صوت الشعب للضغط على طرفي الانقسام، وكذلك الضغط عليهما لتنفيذ التفاهمات الموقعة معهما، مبينًا أنه لو تم قمع تلك المظاهرات السلمية فإن ذلك يعني الوقوف في وجه الشعب والحياة الكريمة التي يريدها، لاسيما وأن حرية العمل النقابي والشعبي مكفولة لكل المواطنين والهيئات والفصائل.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية هاني الثوابتة: إن الجبهة منذ أيام دعت لتبني رؤية شاملة لكل المشاكل التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني، وأنهم في لقاءات مكوكية مع كافة الفصائل بهدف إنهاء سنوات طويلة من الحصار.
وذكر الثوابتة أن المشاكل تعصف بكل المجتمع، وهذا يتطلب تحركاً شعبياً وفصائلياً على كافة المستويات، إضافة للمؤسسات الأهلية والرسمية والحقوقية، فالدور المنوط بالكل الفلسطيني كبير ويحتاج إلى جهد مضاعف.
وقال: إن الجبهة حذرت من الانفجار الشعبي بوجه الاحتلال الإسرائيلي، لأنه المتسبب الرئيس ثم طرفي الانقسام، اللذين يتحملان مسؤولية احتياجات المواطنين، لأنه يبدو هناك تفاقم أكبر في الأزمات، فأزمة الكهرباء ترتبت عليها أزمات أخرى كالمياه، والتلوث البيئي، ومشكلة البحر، وكذلك أزمات المستشفيات والقطاع الصحي.
وأضاف الثوابتة: “نحن ندعو لحراك شامل لقطاعات الشعب الفلسطيني، مع الأخذ بعين الاعتبار لأن يكون حراكًا سلميًا ديمقراطيًا، ومتزامنًا بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك القدس”.
أما الجهاد الإسلامي وعبر لسان الناطق باسمها داوود شهاب، فقال: “إن الجهود التي تبذلها حركة الجهاد الإسلامي، ومعها بقية الفصائل تصطدم بالإصرار على التمسك بالمواقف الحزبية على حساب المصلحة العامة للشعب الفلسطيني”.
وأضاف شهاب نعقد لقاءات شبه يومية مع الكل الوطني والجهات الدولية، وحركتي فتح وحماس، لكن من الواضح أن التباعد في وجهات النظر لا يزال يطغى على الطرفين، معربًا عن أمله بأن يتم الوصول خلال الأيام المقبلة إلى مستوى جيد من الحلول الموجودة في قطاع غزة.
وأوضح أن الواقع المأزوم الذي كان سببه سنوات الانقسام، خلف مشكلات في كافة الدوائر والقطاعات، وتلك الأزمات بصراحة أكبر من أن تحل بين عشية وضحاها، مستدركًا: “لكن ذلك لا يعني أننا سنستسلم أمام الانقسام والواقع الصعب، وسنخرج لتقديم إجابات للمواطن، عن كل ما يجري، وليس فقط تقديم إجابات فقط، بل نسعى لتقديم الحلول”.
وتابع: “المواطن لا يريد سماع مستوى التحركات، بل يريد أن نقدم له الحلول، والفصائل كافة ستعمل على حل أزماته، لأن المواطن الفلسطيني هو رأس هرم المشروع الوطني”.


