«سرّه باتع»… هذا ما يطلق بالعامية على الأشخاص الذين لديهم حس عالٍ ويمكنهم توقّع حدوث بعض الأمور، فمنذ زمن بعيد والكثير من الناس يعتقدون بأن هناك أشخاصاً كشف عنهم الحجاب ومُنحوا البصيرة لرؤية الأمور والأشخاص على حقائقهم، لا بل التكهن أحياناً بما سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد، يقال أن هذه الحاسة تكون أقوى عند المرأة من الرجل، إذ أنها أقدر منه على قراءة الأفكار ولها تجربة فريدة في قراءة أفكار طفلها الصغير ومعرفة أحاسيسه رغم عدم قدرته في مراحله الأولى على التعبير أو النطق.
والجدير ذكره أن لا علاقة لذلك بالشعوذة أو علم الفلك والأبراج ولا حتى بتأويل الأحلام عموماً، تُسمى الفراسة أو الحاسة السادسة، وهناك اختلاف واضح في الآراء حول مصدر هذه الحاسة عند الإنسان، والتيقن من أنها فطرية أو موهبة مكتسبة، هذه القدرات تندرج تحت ما يسمى بعلم الباراسيكولوجي، يبالغ البعض بالاعتقاد بهؤلاء الأشخاص ومقدرتهم على تخمين المستقبل، والأدهى حين توضع قرارات مصيرية بين أيديهم بقصد اختيار الأفضل بينها. في هذا المقال سنعرض عليك إن كنت تمتلك الحاسة السادسة أم لا ؟ ومعتقدات علماء النفس حولها!
تعريف الحاسة السادسة
هي حاسة يشعر بها الشخص منذ ولادته وتكبر معه، وتحدث بشكل لا إرادي وفطري بعيد عن المنطق، فالبعض يمتلكون القدرة على معرفة المستقبل، والقدرة على رؤية العوالم الخفية التي لا يمكن إدراكها بحواسنا الاعتيادية والبعض الآخر يستطيع معرفة ما يدور برأس وبعقل الآخرين، ، كما يمكن القول بأن الحاسة السادسة هي القدرة على معرفة أسباب و نتائج الظواهر الطبيعية التي لا يوجد لها تفسير مادي أو علمي و في الواقع يوجد أسماء أخرى أو أوجه أخرى للحاسة السادسة, و منها الاستبصار و الحدس و الإيحاء.
الحاسة السادسة بين الادراك والعالم الخفي
من المعروف أن الطريقة التي يدرك بها الإنسان العالم المحسوس، هي عن طريق الحواس الخمس التي يملكها، و لكن عندما يكون الأمر متعلق بالعالم الخفي، أو عالم الغيب، فإن الطريقة التي يدرك بها الإنسان مختلفة تماما، حيث تعتمد هذه القدرة على العقل الخفي (اللاواعي)، كما و يوجد هناك ما يدعى بلإدراك الخفي الذي يوجد له أوجه مختلفة، مثل الوحي و الأحلام ….. الخ، و كمثال بسيط على ذلك، يمكن للمرء أن يحمل زهرة و يشم رائحتها بكل بساطة، و لكن هناك حالات يمكن للشخص أن يشم رائحة الزهرة دون وجودها، و يفسر الباحثين هذا الموضوع، فالجدير بالذكر أن كل مرء يمتلك خمس حواس خفية غير تلك الحواس المادية المحسوسة، و في حالة المثال فإنه يتم شم الزهرة عن طريق الحاسة الخفية المقابلة لحاسة الشم، و يعتقد بأن الأشخاص لا يمكنهم أن يمتلك هذه القدرات أو الحاسة السادسة دون أن يتم تفعيلها في داخله.
طرق تفعيل و تطوير الحاسة السادسة
لتوضيح الموضوع بشكل بسيط يمكن تشبيه إدراك عالم الغيب بالتلفاز، حيث لا يمكن للتلفاز عرض أي صورة دون أن يتم وصله بلاقط إشارة، مع العلم أن بعض قنوات التلفزة تقوم بالبث على مدار الساعة، و لكن عند توصيل التلفاز بلاقط الإشارة يبدأ بالعرض، و يصادف أحيانا أن يوجد بعض التشويش في استقبال الإشارة فيحتاج المرء لتحريك اللاقط لتحسين الاستقبال، و كذلك يمكن وصف عالم الغيب و الحاسة السادسة، بأنه دائم الوجود من حولنا و لكننا لا نمتلك القدرات المطلوبة لإدراكه، و لتفعيل هذه القدرات و تطويرها، يفترض بالمرء أن يمارس بعض التمرينات المتعلقة بالروحانيات، عن طريق إيقاظ الجانب الروحاني من الإنسانو البدء بإدراك عالم الغيب، فكلما أقترب الشخص من الروحانية كلما زادت قدرته على إدراك عالم الغيب.وهناك عوامل أخرى مؤثرة في تفعيلها ، وهي: صفاء الذهن، الهدوء ، الإستقرار النفسي الشعور بالسعادة، او المزاج الجيد
الحاسة السادسةعند الرجل و المرأة
بشكل عام تمتلك المرأة قدرات روحانية أو قدرات على إدراك عالم الغيب أكثر من ما يمتلكه الرجل، و يعود السبب في ذلك إلى طبيعة المرأة، فهي تعتمد على الحدس أكثر من المنطق و العقلانية، بينما يميل الرجل و بشكل كبير، للجانب المادي و العقلانية.
الحاسة السادسة عند المراة
تشير بعض الدراسات إلى أن المرأة تمتلك تلك الحاسة التي تنبأها بالعديد من الأمور في حياتها، و خاصة تلك الأمور المتعلقة في الرجل، فإن إحدى التقارير التابعة إلى هذه الدراسات، توضح أن المرأة قادرة على التنبأ بقدرة الرجل على الانجاب عند طريق الحاسة السادسة التي تملكها، و لكن في كثير من الأمور و الحالات، فإن هذه الحاسة غير صادقة.
الحاسة السادسة في الحب
تعتبر الحاسة السادسة في الحب هي من إحدى الأمور التي لا يمكن تفسيرها من قبل المرأة أو الرجل، فكثيرا ما يحدث، أن يلفت الانتباه شخص معين في الحياة، فيولد شيء من التآلف غير المفسر بين كلا الطرفين، و بالتالي يعمل العقل على تفسير الكثير من الحالات المشتركة بين العقل الباطن و تصرفات الشخص المقابل، على نحو مميز جدا، و يحدث بعدها الاتصال العقلي و الروحي بين الشريكين.
الحاسة السادسة في الاسلام
إن الحاسة السادسة غير موجودة في دينا الاسلامي، فالحواس التي وهبها الله لنا هي خمس حواس، و هذا ما ذكر في القرآن، لكن الحاسة السادسة التي أصبحت مصطلحا أكثر تداولا بين الناس، هي على الأغلب ما تم التعارف عليه قديما بمسمى الفراسة، و هذا ما ورد على لسان الرسول الكريم – عليه الصلاة و السلام في حديثه الشريف ( و اتقوا فراسة المؤمن، فإن أصابت، فإنها لا تخطئ )، و الجدير بالذكر أيضا، أن المؤمن لا ينظر إلا بنور الله، فبعض الصحابة كان لديهم دراية بعلم الفراسة.
الحاسة السادسة في علم النفس
قام بعض علماء طب النفس، بتقسيم حالات الحاسة السادسة إلى عدة أنواع، فالحاسة السادسة يمكن أن تكون عبارة عن قدرة الشخص على قراءة أفكار شخص ما، أو التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل، و هذا النوع من الحاسة السادسة، هو النوع الأكثر شيوعا بين الناس، إلا أنها لا تكون صادقة و مضمونة مئة بالمئة.

