آثار الاتفاق التركي- الروسي الأخير حول سوريا العديد من الآمال والتطلعات لدى الشعب السوري في مختلف أماكن تواجده، بعد سنوات من عدم الاتفاق بين النظام والمعارضة.
ويبدو أن هناك مشروع اتفاق دولي لإنهاء الصراع برمته، رغم عدم اشتمال الاتفاق على جبهة النصرة والتي كان البعض يتوقع أن تضمها القوى العالمية للاتفاق بضغط من بعض الدول التي ترعاها، لكن عدم ضم تنظيم الدولة للاتفاق كان متوقعًا، وجميع قوى المعارضة كانت لا تريد أن يكون التنظيم في الاتفاق، لكن رغم تلك العقبات والخروقات التي تحدث بين الفينة والأخرى، إلا أن الاتفاق ما زال ساريًا، ويتوقع البعض أن تنتهي الأزمة السورية بشكل كامل.
الكاتب والمحلل السياسي، حسام عرار، أكد أن وقف إطلاق النار ناتج عن سلسلة تفاهمات متجددة، فمنذ أن قامت تركيا بإدارة ظهرها للغرب وأمريكا، نجح هذا الاتفاق لأنها تبنت رؤية خاصة بها وليس رؤية أمريكية- أوروبية.
وأوضح أن الاتفاق في سوريا سينجح لعدة أسباب منها: أنه تجنب تنظيم الدولة وجبهة النصرة، مبينًا أن وقف إطلاق النار لن يكون في كافة مناطق سوريا لأن الصراع مازال محتدمًا.
وأشار عرار إلى أن الاتفاق هو مرحلة لإنهاء الصراع في سوريا بشكل كامل، رغم أنه سيتخلله شد وجذب، مبينًا أن وصول دونالد ترامب سيدعم الرؤية الروسية في سوريا، وسيدعم الاتفاق بشكل كامل إلا إذا عاد أردوغان للولايات المتحدة من جديد وترك بوتين بعد التقارب الأخير.
بدوره، الكاتب والمحلل السوري، زهير سالم، ذكر أن ضمانات الأتراك والروس للاتفاق تبدو كبيرة وتختلف عن الضمانات القديمة التي فشلت، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة هي مرحلة اختبار.
وبيّن سالم، أن الشعب السوري هو من يقرر الذهاب إلى تسوية كاملة في ملف الصراع القائم، لأن خياره هو خيار البقاء والتغيير والديمقراطية، لافتًا إلى أن جبهة النصرة على وجه الخصوص تمنت لو أنها تخلت عن ارتباطها بتنظيم القاعدة، وكانت ضمن الاتفاق وكونها متقاربة مع المعارضة فان المعارضة السورية، لن تستهدفها كاستهداف تنظيم الدولة على حد تعبيره.
الخبير في الشأن الدولي، علاء أبو طه، قال: رغم أن الأزمة السورية علمتنا أنه لا يمكن أن تضمن أي اتفاق، لكن فرصة نجاح هذا الاتفاق كبيرة هذه المرة.
وأضاف، العلاقة التركية- الروسية وهما الراعيان لاتفاق سوريا الأخير، لذلك كلاهما لهما أهداف من نجاح الهدنة، وبالتالي الذهاب نحو اتفاق كامل يُنهي الصراع في سوريا.
وأوضح أبو طه، أن الصراع السوري معقد مقارنة بالصراعات التي حدثت في المنطقة، متوقعًا ألا ينتهي الصراع خلال 2017 لأن الجيوش ما زالت موجودة وهناك دول وجماعات ترسل جنودها وطائراتها إلى مناطق الصراع.
وحول عدم اشتمال تنظيم الدولة وجبهة النصرة في الاتفاق، أكد أبو طه، أن كافة قوى المعارضة بسوريا كانت لا تؤيد وجودهما في الاتفاق وتحديدًا تنظيم الدولة، لانه ليس جزءًا من العملية السياسية من بدايتها أو المفاوضات، لافتًا إلى أن تغييب النصرة والدولة لا يؤثر على بقاء أو وأد الاتفاق في سوريا.