تحيي حركة حماس ذكرى انطلاقتها الثلاثين، وسط تحديات كبيرة تمر بها القضية الفلسطينية، وأبرزها إعلان ترامب الأخير باعتراف القدس عاصمة لإسرائيل، والتصعيد الذي تبع هذا الإعلان في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى موضوع المصالحة الفلسطينية، الذي يتأرجح بين النجاح والفشل.
وفي هذا الإطار، أقامت الحركة مهرجانها في مدينة غزة، حيث أكد المحللون على أن هناك اخفاقات وإيجابيات للحركة.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور ناجي شراب: “إن حركة حماس كانت فصيلاً صغيراً نشأ في غزة، لكن بعد ثلاثين عاماً أصبح لها حضورها الدولي، وأحد مكونات النظام السياسي الفلسطيني، الذي يقوم عليه النظام السياسي، وهو تحول وتطور كبير للحركة.
أما التحول الأخر فهو الفكري والأيدولوجي، فقد أصبحت أكثر واقعية، وانفتاحاً على العالم، ولها إنجازات على مستوى الحركة، فقد نجحت في بناء مؤسسات قوية، ولها بنية تحتية لا يمكن تجاوزها في جميع الأحوال.
وتابع شراب: أن حركة حماس يُؤخذ عليها بعض المآخذ أهمها تجربتها في الحكم السياسي، وبعض المراجعات التي يجب عليها مراجعتها بعد ثلاثين عاماً، وعلاقتها بالإخوان المسلمين، وعلاقتها بمصر، والدول العربية.
وأضاف شراب بعد 30 عاماً، ما زالت حماس تستمد قوتها من مشروعها الوطني، فهي تقود خيار المقاومة، لكن المقاومة ليست حكراً على فصيل دون الآخر، وينبغي التحرر من احتكار خيار المقاومة، وأن لها خصوصيتها في فلسطين.
وأوضح شراب، أن عملية دخول حماس لمنظمة التحرير، لا يعني استبدالها بفصيل آخر، أو حركة بحركة، أو برنامج ببرنامج، وعليها التمييز بين برنامج منظمة التحرير الذي يتم التوافق عليه، ودخولها في المنظمة لا يعني استبدال وإقصاء أي فصيل آخر، وإنما العمل على الوصول لمنظومة سياسية واحدة.
أما الدكتور والكاتب السياسي أسعد أبو شرخ، فقد أكد في حديث له خاص لـ شبكة نبض الاخبارية أن أبرز إنجاز حققته حركة حماس خلال ثلاثين عاماً هو “خيار المقاومة”، فهي ساعدت في صمود الشعب الفلسطيني، وحافظت على القضية إعلامياً ومعنوياً في أوساط الشارع الفلسطيني.
وأكد د. أبو شرخ، أن حماس أخفقت في عدم جمعها للشمل الفلسطيني، فقد بقي أسلوبها الخاص مقتصراً على أبناء الحركة، ولم تستطع استيعاب طاقات الشعب الفلسطيني، وبقيت حركة ضيقة.
وأضاف أبو شرخ أن حركة حماس بعد ثلاثين عاماً لم تستطع إدارة قطاع غزة، بعد أحداث الانقسام، لكن اكتسبت بعض المواقف، وقد أيقنت أنه يجب أن تتسع الرؤية، ويجب أن تدخل منظمة التحرير لأنها معترف بها عالمياً كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وقد فكرت أن تُمثل بكل جهدها في المنظمة طمعاً في تعديل موازين القوى داخل منظمة التحرير.
أما الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، فقد رأى أن حركة حماس قدمت كثيراً للساحة الفلسطينية، برغم المعيقات التي واجهتها، وأبرزها أنها حركة غير مرغوب فيها إقليمياً، لكنها أحدثت اختراقات إقليمية وعربية وأصبحت مقبولة نوعاً ما.
وأكد المدهون أن حماس لم تعد فصيلاً عادياً، فقد تصدرت الانتخابات، وأصبحت تنافس على المشهد السياسي، وبيدها مفاتيح وقرارات السلم والحرب مع الفصائل الفلسطينية.
وأوضح المدهون أنه لا يمكن أن تمر عملية تسوية دون اشراك حركة حماس، ولا يمكن خوض مواجهة بدون وجودها، أما تجربتها في الحكم خلال عشر سنوات فقد استطاعت أن تغير وأن تشارك الشعب الفلسطيني لتكون جزءاً منهم.
أما بعد ثلاثين عاماً فهي ستدخل منظمة التحرير الفلسطينية، والمشاركة في المشروع الوطني، ويُعد هذا الأمر اختراقاً جيداً للحركة، بالاضافة إلى تقارب الرؤى بينها وبين قوى اليسار وحركة الجهاد الإسلامي في ملفات عديدة منها المصالحة وغيرها.
ونوه المدهون إلى أن حركة حماس، تطورت على صعيد الناحية العسكرية، واستطاعت المواءمة بين الحكم السياسي، والعمل العسكري والمقاومة.
أما إخفاقات الحركة فهي عدم دخولها في منظمة التحرير لحد اللحظة، ولم تقم بأي انتخابات بلدية طوال حكمها في قطاع غزة.


