الإدارة الأمريكية برئاسة ( ترامب ) لديها نظرة مختلفة للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته وبناء دولته المستقلة، والنظرة الأمريكية قائمة على تصورات مختلفة لإنهاء الصراع مع الكيان الصهيوني، حيث توفر الولايات المتحدة الدعم الكبير اللامحدود للكيان الصهيوني في مشاريعه التهويدية للأرض الفلسطينية وقد منح ( ترامب) الضوء الأخضر للصهاينة في مواصلة تهجير أبناء شعبنا الفلسطيني للبناء المستوطنات .
ويرى كاتب المقال أن الفلسطينيين لا يعوّلون كثيرا على الوعود الأمريكية أوالوعود الغربية في الوقوف بجانبهم ومساندتهم في بناء دولتهم الفلسطينية فقبل أيام احتفلت بريطانيا بافتخار بمئوية وعد بلفور المشؤوم بل إن الكيان الصهيوني وجنرالاته المجرمين يحظون باحترام وتقدير كبير في أمريكا وبريطانيا في استضافة فاخرة في فنادق واشنطن ولندن وتدعم إدارة ( ترامب ) الكيان في الأمم المتحدة وتؤيده في مواصلة تهويد الأرض الفلسطينية وبناء المزيد من الكتل الاستيطانية و كشفت وسائل الإعلام الأمريكية حديثا عن محاولات مستشار الرئيس الأمريكي وصهره (جاريد كوشنير ) إحباط قرارات في الأمم المتحدة لمنع الكيان من بناء المزيد من الكتل الاستيطانية على الأرض الفلسطينية، وسجل الدعم والمساندة الأمريكية للكيان حافل منذ استلام إدارة ( ترامب ) سدة الحكم ومن قبل في زمن الرئيس أوباما حظي الكيان بدعم كبير وتم زيادة ميزانية الدعم العسكري للكيان الصهيوني في عهد الرئيس الأمريكي السابق (أوباما ) .
تمارس واشنطن ضغوطا كبيرا على السلطة الفلسطينية بهدف الرضوخ للشروط والإملاءات الإسرائيلية الأمريكية في كافة القضايا ووقف رفع قضايا في الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية لملاحقة المسؤولين الصهاينة، فقد أغلقت واشنطن حديثا مكتب منظمة التحرير – الذي سمح للمنظمة بافتتاحه بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو- حيث لم تسلم وزارة الخارجية الأميركية مكتب المنظمة في واشنطن القرار اللازم لاستمرار عملها والذي يتم تجديده كل ستة شهور ; كما أوقف البيت الأبيض المخصصات المالية الأمريكية لدعم الموازنة السنوية للسلطة الفلسطينية.
ويشدد كاتب المقال على أن قرار واشنطن بإغلاق مكتب منظمة التحرير ووقف تمويل السلطة الفلسطينية إشارة إلى إسدال الستار على اتفاقية أوسلو البائسة و تعمل واشنطن ومساعديها على تهيئة الظروف والأجواء للقبول بمعاهدة السلام الجديدة ما تسمى بـــ ( صفقة القرن ) حيث انتهى (جاريد كوشنير) مستشار الرئيس الأمريكي ( ترمب ) من إعداد النسخة الأمريكية الجديدة للسلام ( صفقة القرن ).
وحديثا كشفت موقع ( ميدل ايست) البريطاني الخطوط العريضة لهذه الصفقة نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية، و تتركز على إقامة دولة فلسطينية تشمل حدودها قطاع غزة، والمناطق المصنفة في اتفاقية أوسلو (أ، وب) وأجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية، وتنص صفقة القرن أيضا على قيام الدول المانحة بتوفير عشرة مليارات دولار لإقامة الدولة وبنيتها التحتية بما في ذلك مطار وميناء بحري في غزة، والإسكان والزراعة والمناطق الصناعية والمدن الجديدة أما بخصوص وضع القدس وقضية عودة اللاجئين سيؤجلان لمفاوضات لاحقة، وستكون هناك مفاوضات حول محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والدول العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية.
إن واشنطن لا تخشى من تهديد الفلسطينيين بتجميد العلاقات مع الأمريكان، لأسباب عدة أبرزها الواقع العربي الأليم، وارتماء العرب في أحضان أمريكا والغرب، والناظر إلى أوضاع الأمة العربية السياسية يدرك تماما أن الكثير من دولنا العربية لا تمتلك ارادة ولا تسير دون الاستشارة مع الأمريكان والغرب، بل إن أمريكا تمتلك بنك استخباري معلوماتي عن كل ما يجري في وطننا العربي ولديها الآلاف عملاء يعملون على الأرض تحت مسميات مختلفة وينقلون في كل ساعة تقارير حول مستجدات الأوضاع في عالمنا العربي .
إن واشنطن تدرك أهمية القضية الفلسطينية، وتدرك قوة التأثير لهذه القضية في الوطن العربي، حيث يسعى الأمريكان لتأمين الحماية الدائمة للعدو الصهيوني وتحذير العدو من أية مخاطر مستقبلية في ظل الأحداث والتطورات المتسارعة في الوطن العربي، لذلك فإن الإدارة الأمريكية تسعى لتغير المشهد العربي وفرض الرؤية الأمريكية الجديدة بما يتماشى مع الرؤية الصهيونية لمستقبل المنطقة العربية .
ويشدد كاتب المقال على أن القرارات الأمريكية فيما يخص القضية الفلسطينية لا تنبع من المسؤولين الأمريكان أنفسهم بل بتوجيهات عليا من الكيان الصهيوني وهناك تنسيق دائم بين الأمريكان والصهاينة في كل ما يتعلق بالتعامل مع الفلسطيني، حيث يشعر الصهاينة بالغضب الشديد من قرارات الأمم المتحدة الرافضة لمواصلة الاستيطان فيما يخشى الصهاينة من القضايا التي سيرفعها الفلسطينيين في محكمة الجنايات الدولية ضد الجنرالات الصهاينة واتهامه بالقيام بجرائم حرب .
ويرى كاتب المقال أنه يجب على الفلسطينيين مواجهة الضغوط الأمريكية بكل قوة وعدم الانحناء والخضوع للقرارات الأمريكية الجديدة، وربما يتبعها قرارات أخرى مثل اغلاق واشنطن أبوابها أمام زيارات المسؤولين الفلسطينيين لها، ووضع منظمة التحرير الفلسطينية ضمن قوائم الإرهاب العالمية، فلابد أن يدرك الجميع أن المعركة السياسية مع واشنطن ليست سهلة ويجب أن نحسن التعامل مع المرحلة الجديدة حتى لا نجبر على تقديم تنازلات كبيرة في أي قضايا تطرح أمامهم.
إلى الملتقى ،،


