الخلايا الجذعية (Stem cells)، هي خلايا غير متخصصة وغير مكتملة النضج ولا تشابه أي خلية أخرى، ولكنها تتميز بقدرتها على الانقسام وتكوين خلايا جديدة بعد أن تنمو وتتطور، وفي وقتنا الحالي ازداد استخدام الخلايا الجذعية لعلاج أمراض كثيرة، فهل يمكن علاج مرض التوحد بهذه الخلايا؟
نقدم لكم عبر موقع خُطى بوست تفاصيل هذا الموضوع.
كشفت دراسات حديثة أن العلاج بالخلايا الجذعية لمرض التوحد أظهر نتائج واعدة، ومع ذلك لا يزال العلاج في مراحله الأولية ويحتاج إلى الكثير من الاختبارات.
ما هو مرض التوحد وما هي أسبابه؟
يشير اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة واسعة من الظروف المختلفة التي تتأثر بالمهارات الاجتماعية، التصرفات المتكررة والكلام والتواصل غير اللفظي.
لا تزال أسباب اضطراب طيف التوحد غير مؤكدة، لكن الدراسات بيّنت أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دوراً مهماً على هذا الصعيد.
العوامل الوراثية:
جينات مختلفة يمكن أن تؤدي الى مرض التوحد. فبالنسبة الى بعض الاطفال، تزيد التغيرات الهرمونية من خطر الاصابة بالتوحد من خلال الإضرار بنمو الدماغ وطريقة عمل الخلايا الدماغية، يمكن لبعض التغيرات الجينية الأخرى أن تكون موروثة.
العوامل البيئية:
لا يزال الباحثون يبحثون ما إذا كانت العوامل البيئية مثل الالتهابات والادوية أو مضاعفات الحمل تلعب دوراً مهماً على صعيد الاصابة باضطراب طيف التوحد.
يعاني الأطفال المتوحدون من صعوبة في التواصل وفهم أفكار الآخرين ومشاعرهم، ما يجعل من الصعب بالنسبة اليهم التعبير عن انفسهم بالكلمات والتصرفات.
ما هي أعراض التوحد؟
تبدأ اعراض التوحد بالظهور منذ الولادة أو عند بلوغ الطفل عامه الثاني او الثالث.
تشمل أعراض التوحد:
- تأخر في النطق
- سلوكيات متكررة مثل الهز أو تحريك اليدين
- تكرار الجملة أكثر من مرة
- صعوبة في البحث عن الراحة العاطفية
- صعوبة في التعبير
- صعوبة في الحركة أو التواصل البصري أو تعابير الوجه
هل يمكن للحبل السري أن يساعد في معالجة التوحد؟
التوحد هو اضطراب عصبي في النمو يؤثر في قدرة الشخص على التواصل الاجتماعي. تفيد إحدى النظريات بأن التوحد ينتج عن تلف التواصل بين الخلايا العصبية، لذا يعتبر بعض العلماء أن استخدام دم الحبل السري الغني بالخلايا الجذعية يمكن أن يساعد في خلق خلايا عصبية جديدة او تصحيح التواصل في ما بينها.
الطفل ابراتيم، في الرابعة من عمره شخّصت اصابته بالتوحد، وتم اخضاعه للعلاج بالخلايا الجذعية، ودراسة أجريت في كلية الطب، في جامعة ديوك.
خلال التجربة، استعملت الخلايا الجذعية الخاصة بأبراتيم التي استخرجت من دم الحبل السري الخاص به عند الولادة، لمعالجة بعض أعراض التوحد، وبعد مرور 9 أشهر، لوحظ تغير كبير لدى أبراتي،. فتحسّنت قدرته على التواصل، وتعززت مهاراته التعلمية وبدأ بالذهاب الى المدرسة.
أطفال آخرون يعانون من التوحد خضعوا لتجربة العلاج بالخلايا الجذعية، وقد أظهروا تحسناً لافتاً على صعيد النطق والاندماج الاجتماعي والتواصل البصري.
في العديد من التجارب السريرية، برزت قدرة الحبل السري على تخفيض معدّل الالتهابات، ما يؤدي الى تخفيف من أعراض التوحد لدى الأطفال المعانين من هذا المرض.
لا تزال الدراسات تدقق في قوة الخلايا الجذعية، ما من حدود للأمراض التي تقدر الخلايا الجذعية على معالجتها.

