مواقع التواصل الاجتماعي تكشف جهل البعض باللغة العربية
المتتبعُ لمواقعِ التواصلِ الاجتماعي يلاحظُ تزايد الأخطاءِ الإملائيةِ والنحويةِ بشكلٍ كبيرٍ ومستفزٍ، حيثُ باتَ واضحاً أن هناك أخطاء فادحةً ومثيرةً للغثيان، تدعو إلى زعزعة ثقة القارئ بالكاتب نتيجة غموض الفكرة وتشويه المعنى، وهذا ما يعكسُ مستوى الضعفِ الكبيرِ باللغةِ العربيةِ.
بالتأكيد نحنُ جميعا نرتكب أخطاء لغوية ونحوية، ولكنني هنا أتحدث عن أخطاء فادحة ومتكررة وصلت حداً كبيراً من الإزعاجِ، فالبعض يجهل أهمية الإملاء بشكل صحيح خصوصاً عندما تكون الأخطاءُ في كلمات متداولة بشكل يومي في كثير من الكتابات، فقد استوقفني أن قام أحد الأصدقاء بنشر تعزية بوفاة أحد أقاربه على صفحته على الفيس بوك لتنهال عليه التعليقات “رجمه الله” و”ان لله وان اليه راجعون” وهذا ما أدى إلى تشويه الكتابة وتحريف المعنى.
المشكلة ليست بسيطة، فقد وصل الأمر أن البعض يجد صعوبة كبيرة في انتقاء الكلمات، والبعض الآخر لا يفرق بين الظاء والضاد، وكذلك التاء المربوطة والهاء، والهمزات، وغيرها الكثير.
للأسف البعض من الذين يعانون ضعفاً في القراءة والكتابة وتحتوي تعليقاتهم ومنشوراتهم على أخطاء إملائية قاتلة هم من المثقفين وحملة الشهادات، فالأخطاء الإملائية والنحوية أصبحت فضيحة كبيرة تعكس ثقافتهم، وما يزيد من تعقيد تلك المشكلة هو أن بعضهم لا يقبل التصحيح من قبل الآخرين، وهذا يعد مؤشراً خطراً يهدد لغتنا العربية.
تكرار تلك الكلمات وتداولها جعلت الكثير يتقبلها ويعدها صحيحة، ومع مرور الأيام يتم اكتشاف أنّها خطأ كبيراً لم يستطع أحد تفاديه، لينتج جيلا لم يعد قادراً على كتابة صحيحة ونحوية للغته، أو التعبير عنها بجملة مفيدة، نتيجة توارث الأخطاء في كتابة بعض الكلمات دون تصويبها، فيصبح الخطأ بالتقادم صواباً.
إنه من المخجل أن نرتكب كل تلك الأخطاء اللغوية ونحن أهل اللغة وأبناؤها والناطقون بها، فاللغة العربية تحتوي العديد من المعاني للكلمة الواحدة، وعلى الشخص عند كتابة كلمة يشك في صحتها أن لا يجازف دون التأكد منها، بل عليه البحث عن أخرى بالمعنى نفسه.
بقلم: شدان أبو يعقوب


