خالد عيسى
فلافل القدس هي ” فلافل جدا ” تصنع قرصها أكبر من غيره من فلافل .. تستعين بكعك القدس لتشق صدره المرشوش بالسمسم وتمارس فيه قيلولتها في باب العامود ..
فلافل القدس عيون المدينة الأسيرة خلف الأسوار ، تحملق بالغزاة الذين يصوبون فوهات بنادقهم على اتساع أقراصها التي “تفرفط ” اتساعها على صدر كعك القدس في رفقة السمسم ، وتنهض كل صباح لتطلق أنفاس هويتها في هواء القدس لتطهر هواء المدينة من هويتهم الزرقاء بأنفها المعقوف تدسه عنوة في زرقة صباحها !
في زيارتي الأولى للقدس التقيت بها لأول مرة في حياتي تغفو كأقراص من ذهب في مخبز المصرارة تمارس استدارتها في استطالة كعك القدس ، وبكى من كان وقتها في المخبز حين تناولت قرصا منها وقبلته .. لا تؤكل فلافل القدس الا بعد ان “تبوسها ” في مدينة اسمها ” يبوس ” بناها جدي الكنعاني ملكي صادق لتكون مدينة السلام ” اور سالم ” التي يقف الأن الغزاة على أسوارها وأنا وفلافل القدس وكعكها نحدّق بهم .. ونهرهر السمسم كما أسوارها ” هرهرت ” عنها الغزاة !
لنا في القدس من الفلافل ما نقول للغزاة :” يا عوازل فلفلوا “!


