شماعة جاهزة لتعليق كل أنواع الفشل
بقلم عاهد الخطيب
لا أدري ماذا حلّ بالناس أصبح الكثير منهم يظّن أن من حولهم لا شغل لهم ولا هّم سوى أن يصيبوهم بالعين ويحسدوههم وأعجب ما في الامر أن أشد الناس خوفا من الحسد هم اولئك الذين لا تجد في سجًل انجازاتهم ما يثير في نفوس الاخرين شيئا من الحسد تجاههم إن وجدت نية حسد من ألاصل , وصاروا يعزون كل ضائقة أو مرض أو اخفاق وفشل يلحق بهم الى حسد احدهم فجعلوا من الحسد المشجب الذي يعلق عليه كل مكروه يصيبهم, وكأن الحاسدين بأيديهم قدرات خارقة ويصيبون الناس بسهامهم متى شائوا بضغطة زر, ونسوا أو جهلوا أن الامر ليس بهذه السهولة والبساطة ولا يكون على هذه الشاكلة فلا أمر نافذ في هذا الكون دون إرادة الله , فليس كل من كره آخر أطلق عليه رصاصة من عينيه فجندله وشّل أركانه , وإلا لما بقي أحدُ سليما معافاَ ولما تسَلق أحدهم سلم النجاح على كثرة مشاكل الناس وخصوماتهم ومشاحناتهم , وكما نرى ونشاهد من حولنا فألامور لا تجري على هذا النحو كما يشتهي هؤلاء الحاسدين المبغضدين لكل ما عند غيرهم من خير ونعمة.
الحل الواقعي مع أمثال أولئك الممسوسين بالخوف من الحسد بصورة مبالغ بها تصل حد الفوبيا المرضيه وتثير ازعاج كل من يحتّك بهم هو الابتعاد عنهم وتجنبهم قدر الإمكان والاكتفاء بالسلام عليهم من بعيد إن كان لابد من ذلك لتريح بالك وبالهم حتى يمّن الله عليهم بشفائه من هذا الهلع من هذا الغول المتربص بهم .
على الانسان أن لا يكترث ويلقي بالا لما توسوس به نفسه أحيانا من سوء تجاه غيره طالما انه لا يستمرئ هذا الشعور أصلا ويقاومه ولا يذعن له ويدعه يغلبه ولا يذكره أبدا في العلن , أما الحاسد الذي يتمنى فعلا من قلبه زوال نعمة الاخرين ويتحدث بذلك فحسبه عقابا من ربه أنه لا ترتاح نفسه ولا يهدأ له بال وهو من يتقّد قلبه بنيران حسده ويكتوي بها وهو من سيدفع الثمن باهظا في النهاية.


