نقلت وكالة (رويترز) عن مسؤولين فلسطينيين، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ناقشا بالتفصيل (صفقة القرن) التي يحضر لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن المقرر أن يكشف عنها صهره ومستشاره جاريد كوشنر في النصف الأول من عام 2018.
وقال مسؤول فلسطيني (لم تذكر اسمه رويترز): إن بن سلمان طلب من أبو مازن إبداء دعمه لجهود السلام التي تبذلها الإدارة الأمريكية عندما التقيا في الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فيما قال مسؤول آخر: إن الأمير قال لعباس: “كن صبورًا، سوف تسمع أخباراً جيدة، وستمضي عملية السلام”.
ويخشى مسؤولون فلسطينيون، وكذلك الكثير من المسؤولين العرب من أنه بإغلاق الباب أمام الفلسطينيين في إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، فإن ترامب سينضم إلى إسرائيل في منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً داخل مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة دون حق العودة للاجئين الذين شردوا في حربي 48 و67.
وذكر مسؤولون فلسطينيون، أنهم يخشون من أن يكون الاقتراح الذي نقله بن سلمان إلى الرئيس عباس، ويقال: إنه من كوشنر، هو نفسه هذا السيناريو، فيما قال مسؤول فلسطيني ثالث إنه وفقاً لما نُقل إلى أبو مازن، فإن المقترح يشمل تأسيس كيان فلسطيني في غزة وثلاث مناطق إدارية بالضفة الغربية في المنطقة (أ) والمنطقة (ب) و10% من المنطقة (ج)، التي تضم مستوطنات يهودية.
وأكد أن المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية ستظل كما هي، ولن يحصل الفلسطينيون على حق العودة، وإن إسرائيل ستظل مسؤولة عن الحدود.
ويبدو المقترح مختلفاً قليلاً عن ترتيبات حالية في الضفة الغربية توسع نطاق سيطرة الفلسطينيين، لكنه يقل كثيراً عن أقل مطالبهم الوطنية.
وقال المسؤول: إن الفلسطينيين رفضوا ذلك، مشيراً إلى أن الرئيس شرح الموقف وخطورته على القضية الفلسطينية، وإن السعودية تفهمت الأمر.
ونفى مسؤول البيت الأبيض أن يكون كوشنر نقل هذه التفاصيل إلى الأمير محمد وقال: هي لا تعكس بدقة أي جزء من المحادثة.
وسعى ترامب إلى تخفيف أثر الصدمة التي أحدثها إعلانه بشأن القدس بالاتصال بعباس يوم الثلاثاء، وشدد على أن الفلسطينيين سيستفيدون من الخطة التي أعدها كوشنر، ومبعوث الشرق الأوسط بالإدارة الأمريكية جيسون جرينبلات.
وقال المسؤول الفلسطيني: إن الرئيس ترامب قال في اتصاله الهاتفي بالرئيس عباس “عندي أخبار راح تعجبك”، مضيفاً: “أبو مازن طلب تفاصيل لكن ترامب لم يعطه أي تفاصيل”.
وقال مصدر سعودي: إنه يعتقد أن تفاهمات بشأن سلام إسرائيلي-فلسطيني، ستبدأ مع ذلك في الظهور في الأسابيع المقبلة.
وبين المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه نظراً لحساسية المسألة “لا تقلل من قدر (مهارات) رجل الأعمال لدى ترامب.. وقد وصفها دوماً بالاتفاق النهائي”.
وأضاف يقول “لا أعتقد أن حكومتنا سوف تقبل بذلك إلا إذا وجدت شيئا يخفف ذلك، يمكن (للملك سلمان وولي العهد) أن يقدماه للعالم العربي- وهو أن الفلسطينيين سيحصلون على دولتهم”.
وذكرت (رويترز)، أنه لم يرد الديوان الملكي السعودي على طلبات للتعليق، فيما قال مسؤول في البيت الأبيض: إن كوشنر لم يطلب من ولي العهد السعودي التحدث مع عباس بشأن الخطة.


