رمضان شهر للطّاعة عظيم، وبالأجر وفير، شهر تكثر فيه العبادات ويتقرّب فيه العباد إلى الله بأنواع الطّاعات…فأهلاً ومرحبًا بالضّيف الكريم الّذي سرعان ما يمضي، وقد مَنَحَ الله هذا الشهر العظيم مزايا عديدة، ففيه تتضاعف الأجور، وتصفّد مردة الشّياطين، وتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النّيران، فهو شهر خير وبركات… يحسن بنا استثماره خير استثمار.
فما أسعد من استفاد من رمضان من أوّل يوم ومن أوّل لحظة، وينبغي للمسلم أن لا يفرّط في مواسم الطّاعات، وأن يكون من السّباقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
وللأسف كثير من المسلمين يأتي ويذهب رمضان ولا يستغلونه الاستغلال الأمثل وكما يجب، غير أن الله سخر لأمتنا علماء مشهودٍ لهم ليُذكروا الناس بالله ويسهلوا على الناس عباداتهم، الداعية المعروف فضيلة الشيخ الدكتور طاهر لولو (أبو أحمد) وضع جدولاً صحياً وإيمانياً للاستثمار الأمثل لشهر رمضان المبارك، مع تقديمه سلسلة نصائح ذهبية للمسلمين.
يقول الداعية الإسلامي طاهر لولو : شهر رمضان المبارك، شهر خير ورحمة وتوبة وقوة للمسلم، وعلى جميع المسلمين أن يحرصوا أشد الحرص أن يستغلوا كل ثانية منه في ما يرضي ربُنا (..) المحروم من حرم رحمة الله في هذا الشهر المبارك، الذي هو بمثابة محطة لتزويد الروح بالإيمانيات، يكفي أن الله عزوجل ينظر في أول ليلة من رمضان إلى عباده، ومن نظر الله إليه لا يعذبه أبداً.
الداعية لولو: الخطوة الأولى لاستثمار شهر رمضان تكون بالتوبة الصَّادقة
وأوضح، أن الخطوة الأولى على الطريقة المثلى لاستغلال شهر رمضان، تكون بالتوبة الصَّادقة من جميع الذّنوب والخطايا والآثام والسيِّئات، والإقلاع عن الآفات النتنة ولصوص الشهر التي من بينها الكذب، لا يعقل أن يكون الواحد منا صائم قائم ويكذب ورسولنا الكريم يقول: “رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ , وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ”.
وشدد د. لولو على ضرورة الصدق بالأقوال والأفعال في كل حركة وسكون، والتصالح مع الذات، ورد الحقوق والأمانات إلى أهلها، ونبذ التباغض والعنف والعصبية بأنواعها، وضرورة العودة إلى كتاب الله واتخاذه منهج حياة، وتعميق معاني الإخوة امتثالاً لقوله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ“.
وأضاف: على المسلم في رمضان وبقية الأوقات ضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة التي حثَّ عليها ديننا الحنيف (..) أهم مقاصد الإسلام العظيمة هو نشر الأخلاق الحميدة في المعاملات بين البشر، رسولنا الكريم يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
لولو: أهم مقاصد الإسلام العظيمة هو نشر الأخلاق الحميدة في المعاملات بين البشر
وبين لولو أن الصيام وعدم وجود الطعام والشراب يؤدي إلى المشقة، مشيراً إلى أن الهدف من الصيام هو امتحان وابتلاء المسلمين والوصول إلى التقوى كما عرفها علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل)، لافتاً أن الإنسان بتلك المعاني العظيمة من التقوى يصل إلى مرتبة أعظم من مرتبة الملائكة لأنه مخير وهم مسيرون لطاعة الله عزوجل.
وحول الجدول الصحي – الإيماني لقضاء يوم رمضاني مثالي، أوضح أن اليوم الرمضاني المثالي يبدأ من السحور ناصحاً أن تحتوي وجبته على الكثير من العناصر الغذائية التي تعين الصائم على صومه المعدنية كالماغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد والسيلينيوم والتي تكون غالباً تكون في الفواكه والمجففات كالتين والقطين والموز المربيات والمشمش والجبن البطاطا المسلوقة، وضرورة شرب الماء والشاي لمنع العطش في نهار رمضان.
جدول رمضاني صحي وإيماني مثالي من لحظة الإمساك حتى الإفطار
ونصح لولو بالالتزام بصلاة النوافل والتهجد قبل السحور، مشيراً إلى ان تلك اللحظات من أروع الأوقات لأسبابٍ عدة أبرزها الهدوء والسكنية بعيداً عن ضوضاء النهار، بعد ذلك يتوجه الصائم لصلاة الفجر في المسجد للتحصل على فضل الجماعة، وان يحرص على قراءة ورد من القرآن الكريم.
بعد الانتهاء من صلاة الفجر جماعة في المسجد يمكث الصائم في مصلاه يذكر الله ويصلي ركعتين أو أربع ركعات حتى شروق الشمس، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «مَنْ صَلَّى الفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ يَذُكُرَ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَلَهُ أَجْرُ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّتَيْنِ تَامَّتَيْنِ تَامَّتَيْنِ» أخرجه الترمذي.
بعد شروق الشمس يتوجه العامل إلى عامله والموظف إلى وظيفته ويحرص أن لا يكثر الجدل واللغط، وان يتجنب الجلوس المباشر تحت أشعة الشمس حتى لا يفقد كميات من السوائل فيصاب بالعطش والجفاف، ويحرصُ على صلاة الظهر جماعة سواء في داخل مكتبه أو في أقرب مسجد على مكان عمله.
الداعية لولو ينصح بضرورة عدم ربط صلة الرحم بالأوضاع الاقتصادية الصعبه
