محمد الشاوي/ خُطّى بوست
بعد سنوات من تآكل صورة الردع الإسرائيلية تجاه الخصوم التقليديين للجيش الإسرائيلي، تتوجه انظار القادة الإسرائيليين لخوض معركة تعيد الهيبة للجيش الإسرائيلي وتحقق توازن لطالما تغنت به إسرائيل ضد الجيوش العربية.
وتعد الفرصة الحالية أقوى الفرص على المستوى السياسي الداخلي، خاصة بعد فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، ومصادقة الكنيست الإسرائيلي على حل نفسه وتحديد موعد الانتخابات في السابع عشر من أيلول المقبل، حيث ستكون الأشهر الأربعة المقبلة فرصة نتنياهو في تصدير الازمة الداخلية مدفوعا بالحاجات الأمنية والمتطلبات العسكرية.
الخيار الأول:
توجيه ضربة عسكرية موسعة لقطاع غزة على غرار حرب 2014 لكن بصورة أوسع، وسينتج عنها دمار كبير في البنى التحتية وخسائر كبيرة في الأرواح لسكان القطاع، ولن يكون الطرف الإسرائيلي أكثر أمانا من الفلسطينيين خاصة مع التطور النوعي لترسانة المقاومة وتحديداً في المجال الصاروخي، حيث ستعمل المقاومة على استهداف العمق الإسرائيلي بأكبر كم من القذائف والصواريخ خاصة ذات القدرة التدميرية الكبيرة وسيكلف الجبهة الداخلية الإسرائيلية خسائر كبيرة مما سينعكس على نتنياهو سلبا، وهو الخيار المستبعد وذلك لرغبة الفلسطينيين في تغيير الوضع القائم وتخفيف الضغط الإسرائيلي الامر الذي تسعى القيادة الإسرائيلية الى الإبقاء عليه اكبر مدة للحفاظ على الهدوء في الجنوب.
الخيار الثاني:
توجيه ضربة للوجود الإيراني في سوريا، وتكون الضربة موسعة وشاملة كافة القواعد الإيرانية على الأراضي السورية، خاصة القواعد في جبال القلمون وبلدات حزام دمشق ودرعا إضافة الى القنيطرة، وربما ستستغرق العملية أسابيع، وهي الأقل كلفة لكنها بحاجة الى بعض الترتيبات مع الجانب الروسي خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الخلافات الإيرانية الروسية وتوسيع التنسيق مع روسيا.
الخيار الثالث:
تصعيد محدود مع حزب الله، لكن ربما يجرنا الى مواجهة عسكرية تحتاج غطاء أمريكي واسع سياسيا وربما عسكريا خاصة مع الحديث عن القوة العسكرية الكبيرة لحزب الله وما يمكن وصفه بخط الدفاع الأول عن طهران، الامر الذي سيدفع الجيش الإسرائيلي لاستخدام مزيد من العنف و الدمار الكبير في لبنان بشكل عام ومناطق نفوذ حزب الله بشكل خاص.





