حوارات المصالحة الفلسطينية نقاش بيزنطي
بقلم سمير سليمان ابو زيد
بيزنطة هي قرية صغيرة كانت مكانا للصيد على مضيق البسفور الممر الضيق الواصل بين البحر الاسود وبحر مرمرة بنيت عليها ومن حولها مدينة بيزنطة او القسطنطينية او استانبول حاليا او الاسيتانه عاصمة الدولة العثمانية . وكانت عاصمة الامبراطورية الرومانية الشرقية
لقد حاول المسلمون مرارا وتكرار فتحها اكثر من تسع مرات تقريبا
وفي احدى هذه الحملات زمن يزيد بن معاوية توفي على اسوارها اثناء حصارها الصحابي الجليل ابو ايوب الانصاري الذي فضل الرسول ص النزول في بيته عندما وصل المدينة مهاجرا وبالمناسبة فان ابو ايوب الانصاري هو افضل من كان يستمع اليه الرسول وهو يرتل القرآن فقال الرسول اللهم احفظ ابا ايوب وما زال ضريح ابي اياب تحت العناية حتى اليوم . تحت اسوار القسطنطينية .
اما قصة النقاش البيزنطي او الجدل البيزنطي فعندما فتح السلطان العثماني القسطنطينية وعمره 21 عاما بعد ان حاصرها ووصل الى البر الثاني على راي اخواننا المصريين بواسطة الواح خشبية مغطى بالجليد زحف بها على اليابسة حتى وصل باب السلسلة الحديه في الماء صعق البيزنطيون داخل السور الذين ظلوا طيلة الاشهر السابقة من الحصار يتناقشون فيما بينهم دون ان يتمكن احد منهم من اقناع الاخر بوجهة نظره والامبراطور قسنطنين حائر بينهم وبعض من اعتقد ان الملائكة ستنزل وتحارب معهم ضد المسلمين الى ان تمكن العثمانيون من اقتحام الدينة وقتل الامبراطور الذي دافع دفاعا مستميتا وهذه هي قصة النقاش البيزنطي الذي لا جدوى منه .
اما حوارات المصالحة الفلسطينية والتي تمت في عدة عواصم فلم تفلح في ان يقنع احدهما الاخر بالتنازل عن مطالب رئيسية حتى ولو اتفقوا فان ذلك يكون اتفاقا خجولا لمجرير تمرير مصالحة وتبادل القبل وشرح اسارير ابناء الشعب الفلسطيني حتى انهم تصالحوا في مكة واذكر يومها انهم طلبوا تادية العمرة فرفض الرئيس ابو مازن قائلا لهم في اتفاق في عمرة فش اتفاق فش عمرة واتفوا ووقعوا لكن الاتفاق انهار بالانقسام الدموي .ومنذ عشر سنوات والمصالحات والاجتماعات والوساطات مستمرة وكلها يلحس كل اتفاق ما قبله ويصلون الى طريق مسدود لان المصلحة الذاتية لدى البعض تغلب على مصلحة الشعب الفلسطيني وان اعتقاد البعض بطريقة معاملة اسرائيل يختلف عن البعض الاخر فتغلب السلطوية والانانية على المصلحة العامة .
في غزة يعتقدون ان سير الامور في غزة كما هي في الضفة يعرض القطاع لتجاوزات اسرائيل المستمرة وتغولها داخل مدن وقرى القطاع وذلك تحت شعار سلاح واحد للسلطة لا سلاحين . ولا يوجد هناك امر بالتصدي لقوات الجيش الاسرائيلي اذا دخلت مدينة او قرية بحجة انها تخبر السلطة بذلك وهذا ما لا تريده حركة حماس لكن هذا الامر السائد في غزة يعطي اسرائيل واميركا وبعض العرب الحجة في عدم السير بعملية السلام واستئناف المفاوضات وهذا ما تستند عليه السلطة التي لا تريد حربا مع اسرائيل وانما تريد التقدم بطرق سلمية تجلب لها التاييد الدولي الواسع وتحقيق المكاسب السياسية .
وعلى الجانب الاخر فان اسرائيل لم تثبت حسن نيتها ولا مرة فهي تستمر بالاستيطان والاغتيالات وهدم البيوت والاتقالات والمصادرة واقتحام الاقصى وتمعن باجراءات تحقيق يهودية الدولة التي ترفضها السلطة وحماس على حد سواء .
السلطة من جهتها تتحمل اعباء مالية كبيرة في الضفة وغزة وحكومة الوفاق لم تتمكن بعض من بسط نفوذها في العديد من القطاعات وهذا ما يعرقل مفاوضات المصالحات المستمرة والنقاشات البيزنطية .


