اتهمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد الله بافتعال الأزمات لقطاع غزة وخاصة قضية الكهرباء؛ داعية إياهم إلى تسلم وتولي ملف شركة الكهرباء وإدارته.
وقال القيادي في حماس مشير المصري خلال مسيرة حاشدة نظمتها حركته شمال قطاع غزة، ظهر الجمعة، إن “الشعب الفلسطيني يخرج اليوم غاضبًا في وجه الأزمات التي يجري افتعالها في وجهه بتلذذ يمارسه عباس والحمد الله”.
وأضاف “نخرج بكل غضب في وجه التآمر على شعبنا، والتلذذ على معاناته وآهاته وجراحاته، نقف والجريمة تتضاعف وتتزايد ليس من قبل العدو الذي يتحمل كامل المسؤولية عن معاناة شعبنا؛ بل من قبل السلطة والحكومة الذين تآمروا على شعبنا وحاصروه”.
وأشار المصري إلى أن السلطة في رام الله تنتزع عبر ضرائبها المفروضة على قطاع غزة شهريًا ما قيمته 120 مليون دولار، تصرف منها 70 مليون دولار لصالح موظفيها “المستنكفين” في القطاع، وتضع 50 مليون دولار في جيبها، على حد قوله.
وذكر أن حكومة الوفاق تفرض على محطة توليد الكهرباء بغزة ما بنسبة 128% من قيمة الوقود الصناعي، تأخذ ضريبة دولار واحد لكل لتر من الوقود الصناعي، متسائلًا: “بأي جريمة تحارب السلطة شعبنا بما يقدر 30 مليون دولار شهريًا تجبيها كضرائب على محطة الوقود”.
ونوّه المصري إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وافق على مد القطاع بخط “161” للكهرباء؛ لكن السلطة ترفض ذلك، رغم أن هناك جهات مانحة ومستعدة لدفع الخط الجديد الكفيل بإنهاء أزمة كهرباء بغزة.
وتابع حديثه “أسألوا عباس والحكومة عن ذلك، لا يمكن أن يهربوا من الحقيقة، كافة الفصائل والمؤسسات الفلسطينية شاهدة على أن المعوق الوحيد لحل أزمة الكهرباء هي السلطة”.
وحمّل المصري المسؤولية الكاملة للرئيس محمود عباس والحمد الله عن معاناة الشعب الفلسطيني بغزة وحصاره وخاصة أزمة الكهرباء.
ولفت إلى أن “التلذذ بمعاناة شعبنا الفلسطيني واستخدام كهرباء غزة كورقة ابتزاز من قبل رام الله هي خيانة لله ورسوله وللمؤمنين؛ لأنهم يسعون لابتزاز لأطفال والنساء والشيوخ”.
ودعا القيادي بحماس حكومة التوافق إلى تحمل كامل مسؤولياتها في إدارة قطاع غزة بكل الملفات، وأن تحمل إدارة شركة الكهرباء، مؤكداً أن عدم استجابتهم لذلك دليل على مشاركتهم الفعلية بمعاناة غزة.
وطالب الكل الوطني والفصائل الفلسطينية بتحمل مسؤولياتهم وعدم استغلال حالة الأمن لإشاعة الفوضى والتعدي على الممتلكات العامة، داعيًا الكل العربي والإسلامي بتحمل مسؤولياته تجاه غزة؛ لأنها تدافع عن كرامة الأمة وشرفها في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي.
وختم قائلًا: “إذا كان ثمن رفع الحصار عن غزة الاعتراف بإسرائيل فأنتم واهمون، إذا كان ثمن رفع الحصار إعادة غزة إلى عهد السلطة بالفوضى والانفلات الأمني فأنتم واهمون، إذا كان ثمن رفع الحصار التخلي عن المقاومة واستباحة غزة من قبل الاحتلال كالضفة فأنتم واهمون”.
ويعيش المواطنون في القطاع منذ عدة أسابيع أزمة خانقة جراء نقص ساعات وصل التيار الكهربائي، والتي وصلت في أحسن الأحوال إلى 3 ساعات وصل مقابل ما يزيد عن 12 قطع.
وقالت سلطة الطاقة في غزة إن التعطل المتكرر لخطوط الكهرباء المصرية وزيادة أسعار الوقود العالمية وراء تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء في القطاع وتقلّصها لأقل من أربع ساعات وصل يوميا.
ويحتاج القطاع نحو 500 -600 ميجا وات من التيار الكهربائي يوميًا، ويرتفع حجم الطلب في الصيف والشتاء، بينما ما هو متوفر 157 ميجا وات فقط.