قد يدور في أذهان الكثيرين السفر عبر الزمن , وهل يمكننا الرجوع للماضي أو معرفة المستقبل وربما التنبؤ بما هو أتي …
استرخي عزيزي القارئ ولنبدأ رحلتنا مع قصة تقول أن شابا يدرس الإخراج ، كان يشاهد الأفلام الصامتة كجزأ من مشروع تخرج , لكنه ذهل؟ في مكانه عندما شاهد فيلم (السيرك) لشارلي شابلن.
بالنسبة لفلم السيرك لشارلي شابلن وقد صدر عام 1928 وقد ظهر فيه مشهد ما يبدو أنه سيدة تمسك بهاتف نقال .

الزمن من زاوية اسلامية

قال الرسول: لاتقوم الساعة حتى يتقارب الزمان وتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة ،وتكون الساعة كرمضة من النار.
في الحديث السابق نفهم ان الزمن سيتسارع بشكل كبير وكذلك نتعرف على فلسفة الزمن فهو
شيء غير محسوس ولكنه يؤثر علينا ونتأثر به في حياتنا .
وكذلك رحلة الاسراء والمعراج لك أن تتخيل السرعة الخيالية التي وصل بها النبي الى السماء
السابعة ثم عاد الى فراشه وكان لا يزال دافئا ؟.
ونذكر كذلك كاتب سليمان وذكر في المصادر التاريخية ان اسمه أصف والذي عرض عليه ان
يأتي بعرش بلقيس في لمح البصر وقد فعل ذلك بحق.
اذا لدينا دلائل على الحوادث الخارقة التي حصلت في الازمان الغابرة والتي حاكت السفر عبر
الزمن والتنقل في النفق الزمكاني .
ملاحظة :الزمكان هو مصطلح يدل على مزيج الزمان والمكان والابعاد.
القرآن يتحدث عن الزمن

إن القرآن الكريم هو كتاب الحقائق، فكل آية من آياته تتضمن حقيقة علمية لا بدّ أن نكتشفها بشرط أن نتدبرها ونتأملها ونتفكر فيها.
وقد ورد في القران العديد من الايات التي تحاكي الاحداث فنجد احداث وقعت وأخرى لم تقع
ونبؤات وحقائق تاريخية
ولذلك عندما يقول القرآن (وَوُضِعَ الْكِتَابُ) فهذا يعني أن هذا الأمر قد وقع فعلاً ولكننا لم نعش هذه اللحظات بعد.
فالزمن بالنسبة لنا نحن البشر ينقسم إلى ماض ومستقبل، أما بالنسبة لله تعالى وهو خالق الزمن فلا وجود للماضي أو المستقبل
بل إن الله تعالى يرى الماضي والمستقبل، كيف لا يراهما وهو خالقهما؟
الزمن من جانب علمي ونظري

يتحدث العلماء اليوم عن إمكانية السفر إلى الماضي! فالنظرية النسبية التي وضعها آينشتاين في مطلع القرن العشرين تؤكد بأن الزمن لا يسير بلمح البصر .
إنما يسير بسرعة كونية هي سرعة الضوء، وهي 300 ألف كيلو متراً في الثانية، وهذه أقصى سرعة حقيقية يمكن الوصول إليها.
عندما تصل سرعة أي جسم إلى هذه السرعة الكونية سوف يتوقف عندها الزمن، أي أننا نعيش اللحظة الحاضرة فقط، فلا نرى الماضي ولا المستقبل.
ولكن عندما نسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء فإننا نستطيع رؤية الماضي.
ولذلك يمكن للإنسان أن يرى أعماله الماضية ولكنه لا يستطيع أن يغيرها! وسبحان الله! يأتي القرآن ليتحدث بكل دقة عن هذه الحقيقة
قال تعالى : (ووجدوا ما عملوا حاضرا ).
أي أن كل إنسان سوف يرى أعماله وكأنها تحدث في اللحظة الحاضرة، ولكنه لا يستطيع أن يغيرها.
اذا ما هو الزمن

إنه حتما ليس الماضي لأنه لم يعد له وجود. وهو ليس المستقبل ، إذ لم يحدث بعد.
لا يبقى إلا الحاضر، لكن كذلك الحاضر ليس إلا الخط الرفيع بين الماضي والمستقبل،فهو لا تكاد تنتبه له حتى يصبح في الماضي عدما , إذا ما هو الزمن؟
حسب الفيلسوف برجسون “لا وجود للماضي ولاللمستقبل: ليس الزمن إلا هذا شعور بتعاقب اللحظات. و أن وعينا هو الذي يجسدالزمن ويجعل له وجودا بالتالي”
وهو بذلك ليس شيئا وإنما شعور داخلي ، أو كما لخص ذلك آينشتاين في شرحه للنسبية
“ضع يدك على صفيح ساخن لمدة دقيقة وستشعر بأنها ساعة , وإجلس مع حبيبتك لمدة ساعة وستشعر بأنها دقيقة” .
إذا الزمن : نفسي ، فنحياه ونشعر به، و حين لا نبحث فيه. لا نشعر به ولا نحياه، فيختلط فيه الحاضر بالمستقبل و الماضي. فيتحول إلى ذكريات وأمنيات
في البدء قال آينشتاين ؛ عندما تنتقل في سرعة الضوء : يصبح الزمن يساوي صفر فإذا سافرت بسرعة تفوق سرعة الزمن سترجع بالزمن إلى الخلف
هكذا ؛ فإن أمكن السفر للأمام (المستقبل) فبالتالي الرجوع للخلف (الماضي) يصبح ممكنا بغض النظر عن السفسطة الفلسفية
التي تشكك بإمكانيةوجود المعلول قبل العلة؛ يعني أن تعودإلى الماضي قبل أن يولد أباك فكيف ستوجدأنت في حين لم يوجدسبب وجودك،نحن نناقش الإمكانية ?
إستطاعت ناسا نقل قطعة نقود من ناقوس مفرغ إلى آخر عبر كيبل من الألياف الضوئية محاطا بمجال كهرومغناطيسي قوى
تمت العملية مستغرقة ساعة وست دقائق ، للتحقق من الوقت قاموا بتسخين العملة وتركوها تبرد وقاسوا معدلات فقدها للحرارة
ثم أعادوا التجربة بعد تسخين العملة وبعد ساعة وست دقائق تمت عملية النقل ، ولما تحققوا من حرارة العملة ؛ تبين أنها بردت بمعدل 4 ثوان
اى أن الزمن الفعلي الذى مر على العملة أثناء انتقالها هو 4 ثوان خلال ساعة وست دقائق ، أي إنها انتقلت أسرع ب ٩٩٠ مرة
يعني لو طبقت هذه التجربة على رجل وسافر يوم ، فسيقطع ٩٩٠ يوما مما نعد
قدم فرانك تبلر عام 1974 مشروع آلة سفر عبر الزمن ؛ تعتمد على إسطوانة كثيفة الكتلة سريعة الدوران
بحيث تجر البعدين الزمان والمكان حولها مكونة مسارات زمنية ومكانية ممكن العبور خلالها .
أما كيب ثورن وزملاؤه فقد وضعوا تصميمًا لآلة تعتمد على خلق ثقب دودي ميكروسكوبي في المعمل, وذلك من خلال تحطيم الذرة في معجل للجسيمات.
ويلي ذلك التأثير على الثقب الدودي الناتج بواسطة نبضات من الطاقة ,ويلي ذلك خطوة تشكيله بواسطة شحنات كهربية تؤدي إلى فتح مدخل ومخرج للثقب الدودي
لكن الجسم لايستطيع العبور من الثقب الدودي حياً
كذلك تكبيره بحيث يناسب حجم رائد فضاء بواسطة إضافة طاقة سلبية ناتجة عن نبضات الليزر كل التجارب سرية ، ونتائجها غير معلنة
نقطة مهمة.. هل يمكن السفر عبر الزمن؟ الله أعلم هل هو مستحيل؟ لا.

