كثيرة هي أوجه المعاناة التي يسببها الحصار الإسرائيلي، والتي تلقي بظلالها على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة، من أهمها تفاقم أزمة التيار الكهربائي حيث وصلت إلى أربع ساعات وصل خلال اليوم فقط.
عدسة تجولت في بعض الأماكن التي أثرت عليها أزمة الكهرباء بشكل كبير، واستطلعت مدى تأثير هذه الأزمة على أعمالهم ومهامهم وحياتهم.
أوضح المواطن زياد الجوراني البالغ من العمر (30 عاماً)، أن الكهرباء تعد من أساسيات الحياة، لذلك فإن تفاقم هذه الأزمة أثر بشكل حاد على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة، كما شكلت هاجساً كبيراً في فصل الصيف لعدم توفر التبريد المناسب بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.
وطالب الجوراني الجهات المسؤولة بتحسين جدول الكهرباء، وأن يكون هناك حلول عاجلة لهذه الأزمة، نظراً لأنها من الحقوق الطبيعية للمواطن.
في حين، اشتكت الطالبة الجامعية جهان طافش، من تأثير انقطاع الكهرباء على حياتها الدراسية، حيث أدت إلى تقليص معدلها نتيجة عدم توفر الكهرباء، ما يضطرها إلى الدراسة على الكشافات أو البطاريات.
وشددت طافش على أن هذه الأزمة أدت إلى تعطل معظم الأجهزة الكهربائية في البيت وفساد الأطعمة بالإضافة إلى فساد نظام الحياة بالكامل نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
من جهته، قال صاحب مخبز الحاج مصباح الشنطي، إن أزمة الكهرباء أثرت بشكل كلي على جميع القطاعات الصناعية بغزة، مشيراً إلى أن المخبز تضرر بشكل كبير نتيجة انقطاع الكهرباء حيث إن 4 ساعات وصل خلال اليوم لا تكفي لإكمال العمل ما نضطر لتشغيل المولد الذي بدوره يزيد من التكلفة علينا وعلى المواطن.
ولفت الشنطي إلى انخفاض نسبة البيع، حيث إن المواطن يقوم بشراء ما يحتاجه من الخبز على مقدار يومه فقط ليس كما كان في السابق، وذلك يعود لعدم وجود ثلاجات تحفظ الطعام.
كما اشتكى صاحب منجرة، من انقطاع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة متواصلة وذلك لتأثيرها على إنجاز العمل في الوقت المحدد للزبائن، نظراً لأن الآلات تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء، مطالباً الجهات المسؤولة بتوفير الكهرباء لمدة 8 ساعات على الأقل خلال اليوم.
وبيّن صاحب محل للدواجن الطازجة، أن الكهرباء أساس لعمله، فبدون الكهرباء لا يوجد عمل، نظراً لأن اللحوم تحتاج إلى ثلاجات تبريد لحفظها من التلف، مضيفاً “الثلاجات فاضية لعدم وجود الكهرباء لذلك نضطر العمل على مقدار الطلب فقط”.
بدوره، أكد مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة ماهر سالم، على أن خدمات ومرافق البلدية من محطات ضخ الصرف الصحي و (70) بئر مياه، تعتمد بشكل مباشر على الطاقة الكهربائية التي تشكل العامل الأساسي في تشغيلها.
وأشار سالم إلى أن آبار المياه لكي تنتج المياه لا بد أن تعمل على الطاقة الكهربائية، لافتاً إلى أن هناك عدة أنواع من آبار المياه، آبار متوسطة الحجم تنتج من (50-60) متراً مكعباً في الساعة وهي بحاجة إلى (63) أمبيراً من شركة الكهرباء، هناك آبار تنتج من (120-150) كوباً وهي بحاجة إلى حوالي (150) أمبيراًَ، وهناك آبار تنتج (200) كوب، وهي بحاجة إلى (200) أمبير من الكهرباء، وبالتالي أي عجز أو نقص في الكهرباء سيؤثر على عمل هذه الآبار.
وشدد على أن البلدية تقوم بتشغيل هذه الآبار بواسطة المولدات، لكنه من المؤسف أن هذه المولدات لا تستطيع العمل لفترة تزيد عن (4-5) ساعات، نظراً لأنها مولدات احتياطية، مشيراً إلى الكهرباء تقطع معدل 20 ساعة في اليوم بشكل متواصل، لذلك لا تستطيع هذه المولدات تعويض هذا النقص في الكهرباء وأن تعمل بشكل متواصل مدة 12 ساعة.
وبيّن أنه يُنتج من المياه في الصيف يومياً ما بين (90-100) ألف متر مكعب، حالياً انخفض هذا المعدل إلى (70) بسبب العجز في التيار الكهربائي، نظراً لزيادة طلب المواطنين على المياه خلال فترة الصيف.
ومن جانبه، قال مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة د. أشرف القدرة: “نحن في وزارة الصحة نعاني أزمة حقيقة جراء انقطاع التيار الكهربائي عن الأحياء السكنية التي تقطن فيها المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة والتي تصل إلى ما يزيد عن (20) ساعة يومياً، ما يتطلب من الوزارة جهوداً مضنية لتوفير منح للوقود من أجل تشغيل (87) مولداً كهربائياً على مدار الساعة”.
وأضاف القدرة، “وصل اليوم رصيدنا من الوقود في خزانات المولدات الكهربائية إلى 28%، وهذا يعني أن الكمية المتوفرة قد لا تكفي إلى نهاية هذا الشهر الحالي، إضافة إلى عدم توفر منح كاملة حتى هذه اللحظة لإنهاء هذه الأزمة الخانقة التي يعيشها القطاع الصحي”.
وشدد على أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر بشكل مباشر على مجمل الخدمات الصحية المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية المختلفة، إضافة إلى العديد من الأقسام الحيوية في المستشفيات تتطلب توفر التيار الكهربائي على مدار الساعة.
وطالب القدرة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة للعام الحادي عشر على التوالي بشكل غير قانوني وغير إنساني، كما طالب المؤسسات الإغاثية والإنسانية المحلية والدولية بالعمل بشكل سريع وعاجل على إنقاذ الوضع الصحي المتأزم ودعم المستشفيات والمراكز الصحية بالكميات المطلوبة من السولار.


