كشف محمد ثابت، مدير العلاقات العامة بشركة توزيع الكهرباء بغزة، أن شركته وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية نفذتا جملة من المشاريع الاستراتيجية الخاصة بشبكات التوزيع في قطاع غزة، وهي العمل على ربط ما بين المحافظات، وتحديد الاحتياجات للتحويل وما يلزمها من بناء وامكانيات من أجل تجهيزها لاستقبال كميات من الكهرباء التي من المفترض تم الاتفاق عليها مع مصادر الطاقة المزودة لقطاع غزة.
وقال ثابت “إن المهندس ظافر ملحم رئيس سلطة الطاقة والموارد أشرف على احتياجات محطة توليد الكهرباء من أجل الوصول إلى تشغيل كامل للمحطة، منوهاً إلى أنهم بحاجة إلى بناء مخازن جديدة لاستيعاب كميات سولار من أجل إيجاد سعة كبيرة تستطيع المحطة الاعتماد عليها في حال انقطاع شحنات السولار الواردة من الجانب المصري أو الإسرائيلي.
وأوضح أن سلطة الطاقة الفلسطينية حرصت في الزيارة الأخيرة على تشكيل لجان من أجل وضع اليد على الاحتياجات الفعلية لقطاع غزة من كهرباء، وأنها تباشر عملها في تطبيق خطط الإنعاش التي تم الإعلان عنها مؤخراً، مشيراً إلى أن هذه الخطط مرتبطة بالملف السياسي وتسلم الحكومة لمهامها في قطاع غزة، خاصة وأن أزمة الكهرباء هي معقدة من مشاكل تراكمت خلال عقد من الزمان وهي بحاجة إلى حلحلة ومال ووقت من أجل انفراجها.
وفيما يتعلق بخطة طويلة الأمد، قال: “إن الحكومة الفلسطينية أعلنت مؤخراً عن خطة إنعاش لقطاع الكهرباء في غزة، والعمل على توفير ثمانية ساعات بالحد الأدنى، بالإضافة إلى خطط متوسط الأمد وأخرى طويلة من أجل جلب كميات كهرباء إضافية إلى القطاع”.
حملة ما قبل الشتاء
في السياق ذاته، أشار ثابت إلى أن الشركة بصدد إطلاق حملة استباقية لفصل الشتاء، تحت مسمي ” الحملة الوطنية لإزالة تعديات الخطوط الغير الشرعية” وهي (القلابات)، لما تتعرض له أسلاك الكهرباء من مياه ورياح قد تتسبب في تعطل مكونات الشبكة وأسلاكها، لافتاً إلى أن السبب الرئيسي في تعطل هذه الأسلاك هي (القلابات) لأنها توصل بطرق غير آمنة ولا تراعي مواصفات الأمن والسلامة، وقد تعرض صاحبها ومن يقوم بتمديدها إلى الخطر، بالإضافة إلى المواطنين المارة في الشوارع.
وقال: “إن الحملة سيتم إطلاقها غداً الأحد، بناءً على مناشدات عديدة من المواطنين في كثير من المناطق؛ لعدم انتظام الكهرباء ووصولها في أوقاتها في المناطق التي تكون مليئة بـ (القلابات) بالتالي فإنها تعمل على عجز كبير في التيار الكهربائي للشركة، وتعرض المواطنين للوفاة، بالإضافة إلى تعرض البعض منهم لإصابات في حالة حدوث تماس كهربائي، معتبراً إياها تعدي على حقوق الأخرين”.
أهدافها والمناطق التي تستهدفها
وأكد ثابت، أنه من أبرز أهداف الحملة إزالة الخطر عن المواطنين والفنيين، والسيطرة على التيار الكهربائي، وكذلك العمل على إيصال حصص الكهرباء على المناطق بالتساوي في وقت منتظم، بالإضافة إلى تقليل الفاقد الفني وهي كمية الكهرباء المحدودة التي تصل قطاع غزة، واستباحتها من بعض المواطنين الغير مسؤولين؛ ليأخذ حصته من الكهرباء ويلاحق الأخرين على حصصهم، وهذا الأمر غير شرعي كونه ينتهك حقوق الأخرين.
وأشار إلى أنها ستشمل حملة إعلامية؛ لتوعية المواطنين بخطرها، لمساعدة الشركة ومساندة جهودها في السيطرة والحد من هذه الانتهاكات، منوهاً إلى أن الحملة تستهدف جميع مناطق قطاع غزة، وستركز على مراحلها الأولي على المناطق الأكثر تضرراً من هذه الخطوط.
الإجراءات المتخذة ضد المخالفين
ونوه إلى أنه تم اعلام المواطنين بأن هناك حملة مقبلة ضد المخالفين، ومن ثم عملية انظار عن طريق اخطارات قانونية لأكثر من مرة، واعطاءهم فرصة لإزالتها، وبعد ذلك يتم مصادرة كل معدات الخطوط الغير آمنة، وإذا ما قام المواطن بتكرار نفس المخالفة وأصر على ارتكابه سيتم تحير مخالفات بحقه، بالإضافة إلى مبالغ مالية كبيرة من أجل عدم تكرارها.
ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية سترافق الشركة؛ لدعمها ومساندتها جهودها وحمايتها، داعياً لجان الأحياء والمواطنين إلى مساندة جهود الشركة؛ لحماية حقهم في وصول كهرباء منتظمة إلى منازلهم، مؤكداً أن السبب في وصول كميات كهرباء محدودة في قطاع غزة هو ملف سياسي، وكذلك حاجة المواطن المتزايدة في الكهرباء، والتوسع العمراني، وأن المصادر التي تزود القطاع بالكهرباء غير قادرة على تلبية هذه الاحتياج الكبير.
وقال: “نحن لا نتوقع نجاح الحملة (100%) ولكن أحرزنا إنجازات كبيرة في هذا المجال في كافة مناطق غزة، وأن الشركة لا تستطيع لوحدها مواجهة هذه الآفة”.
كيف يمكن تحقيق العدل والمساواة في التوزيع؟
وأشار ثابت إلى أن الشركة تقوم بتجريد المخالفين الذين قادرين على دفع استهلاكاتهم من الكهرباء لكنهم يمتنعون، من أجل الوصول إلى الكمية المطلوبة من الكهرباء، والعمل على استثمارها وايصالها بالتساوي والعدل لجميع المحافظات، وتوفير كميات إضافية، وأن الاعتداء على شبكة الكهرباء هي أحد الأسباب التي تعيق إيصال الكهرباء إلى المناطق بشكل محدد.
وشدد على ضرورة التزام المواطنين بدفع استهلاكهم؛ لشراء سولار وتشغيل مولدات أخري في محطة التوليد، والعمل على إيصال ساعات إضافية، مضيفاً إلى أن أي تعطل مفاجئ في الخطوط الإسرائيلية أو المصرية، وتذبذب الخطوط المصرية دائمة الانقطاع، هي بسبب الأوضاع الأمنية أو المشاكل الفنية.


