أحد عشر عامًا مرت على استشهاد القائد سعيد صيام وزير الداخلية والأمن الوطني، حاصد أعلى الأصوات في تاريخ
الانتخابات الفلسطينية، ومن أصدر القرار الذي “جُن جنون محمود عباس بسببه”.
صيام الذي تولى حقيبة وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية التي قادتها حركة حماس عقب فوزها بالانتخابات
التشريعية عام 2006، يعد صاحب أكبر الانقلابات على مبادئ اتفاق أوسلو فيما يخص أداء الأجهزة الأمنية التابعة
للسلطة، حين استبدل عقيدة تلك الأجهزة بعقيدة وطنية تدافع عن الشعب الفلسطيني وتحمي ظهر المقاومة.
مواقف عديدة صنعها الرجل الحديدي الذي أدار أمن قطاع غزة في أحلك الأوقات، وترك بصمة لا تزال حاضرة في
المؤسسة الأمنية بالقطاع، تستحضرها وكالة “شهاب” في ذكرى استشهاده العاشرة، مع أحد المقربين منه ومن عملوا
معه في تلك المرحلة العصيبة الممتدة من 2006 وحتى استشهاده.
خالد أبو هلال الأمين العام لحركة الأحرار، والناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية منذ تولي الشهيد صيام، يتحدث لـ
“شهاب” عن أبرز المواقف التي عاشها مع الشهيد صيام، لا سيما تلك التي كانت علامات فارقة في تاريخ الأجهزة
الأمنية الفلسطينية.
القرار الأول
أول قرار اتخذه وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام، كان تحولا كبيرا وفارقا في تاريخ الأجهزة الأمنية الفلسطينية
التي اعتادت على أخذ شهادات الاعتماد من سلطات الاحتلال، وجل عملها خدمته عبر التنسيق الأمني ومحاربة
المقاومة، فكان قرار صيام أن وزارة الداخلية هي سند وظهير المقاومة الفلسطينية.
أبو هلال يذكر أن أبرز تحد كان أمام صيام دمج برنامج حركة حماس المقاوم وبين السلطة التي تحارب المقاومة،
فكلّف الوزير صيام أبو هلال عقب تعيين الأخير ناطقا باسم الأجهزة الأمنية وكان حينها الناطق الرسمي باسم كتائب
شهداء الأقصى في فلسطين، بتحضير اجتماع مع قادة وممثلي أجنحة المقاومة الفلسطينية.
مواقف عديدة صنعها الرجل الحديدي الذي أدار أمن قطاع غزة في أحلك الأوقات، وترك بصمة لا تزال حاضرة في
المؤسسة الأمنية بالقطاع، تستحضرها وكالة “شهاب” في ذكرى استشهاده العاشرة، مع أحد المقربين منه ومن عملوا
معه في تلك المرحلة العصيبة الممتدة من 2006 وحتى استشهاده.
خالد أبو هلال الأمين العام لحركة الأحرار، والناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية منذ تولي الشهيد صيام، يتحدث لـ
عن أبرز المواقف التي عاشها مع الشهيد صيام، لا سيما تلك التي كانت علامات فارقة في تاريخ الأجهزة
الأمنية الفلسطينية.
القرار الأول
أول قرار اتخذه وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام، كان تحولا كبيرا وفارقا في تاريخ الأجهزة الأمنية الفلسطينية
التي اعتادت على أخذ شهادات الاعتماد من سلطات الاحتلال، وجل عملها خدمته عبر التنسيق الأمني ومحاربة
المقاومة، فكان قرار صيام أن وزارة الداخلية هي سند وظهير المقاومة الفلسطينية.
أبو هلال يذكر أن أبرز تحد كان أمام صيام دمج برنامج حركة حماس المقاوم وبين السلطة التي تحارب المقاومة،
فكلّف الوزير صيام أبو هلال عقب تعيين الأخير ناطقا باسم الأجهزة الأمنية وكان حينها الناطق الرسمي باسم كتائب
شهداء الأقصى في فلسطين، بتحضير اجتماع مع قادة وممثلي أجنحة المقاومة الفلسطينية.
ويؤكد أبو هلال أن هذه القوة العسكرية هي الأولى التي يتم تشكيلها واختيار أعضائها من عناصر المقاومة، ودون
قرار ما يُسمى لدى أجهزة السلطة بـ “السلامة الأمنية” والمقصود بها ألا يُشكل عنصر الأمن خطرا على الاحتلال
الإسرائيلي، وكانت تُعطى الموافقة على أفراد أجهزة أمن السلطة من الاحتلال الإسرائيلي، بحيث أن عناصر أمن
السلطة يتم اختيارهم وفقا للشروط الإسرائيلية وليس الشروط الوطنية.
لكن الشهيد سعيد صيام انقلب على النظام، ووضع أساسا وطنيا وشروطا فلسطينية لرجل الأمن الفلسطيني، وألغى
صيام عدة قرارات مرتبطة بأوسلو، وهي السلامة الأمنية والتحريات الأمنية والتي كان منبعها الاحتلال الإسرائيلي.
كما أسس الشهيد صيام عقيدة الوطنية داخل أركان وزارة الداخلية، حيث ألغى احتكار الحزب الواحد على المناصب
العليا والتي كانت سائدة لدى حركة فتح، “ولم يضع فيتو على أي إنسان ينتمي لأي فصيل، وكان الباب مفتوح لكل
أبناء الأجهزة الأمنية من جميع الفصائل”.
جُن جنون عباس
يذكر أبو هلال أن أول اختبار عملي للبرنامج الذي أسسه الشهيد صيام للأجهزة الأمنية الفلسطينية، والذي كان عام
2006 عندما اجتاح الاحتلال شرق قطاع غزة، فاستدعى الشهيد صيام، أبو هلال على الفور، وأبلغه للخروج بمؤتمر
صحفي ودعوة قوات الأمن الفلسطينية للقيام بواجبها للدفاع عن الوطن والتصدي للاجتياح الإسرائيلي، فكان هذا
“الانقلاب الأكبر على أوسلو” وفق وصف أبو هلال.
وقال أبو هلال، “إن هذا الأمر أثار جنون محمود عباس الذي أخبر أحد القادة الأمنيين حوله للاتصال بأبو هلال فور
انتهاء المؤتمر الصحفي، وقال له: ما هذا الجنون؟”، فرد عليه أبو هلال: “ونعم الجنون.. هذه تعليمات وزير
الداخلية”.
بكاء الشهيد
وعن أصعب المراحل التي عشاها الشهيد صيام، يقول أبو هلال، إن فترة الاشتباكات بين حركتي فتح وحماس بغزة،
كان الشهيد يبكي حرقة على الدم الفلسطيني ويقول “هذه خسارة للشعب الفلسطيني كله”.
وأضاف: “كان قلب الشهيد أبو مصعب يعتصر حرقة على تلك المشاهد، وذات مرة تدخل لفك الحصار عن أحد
رموز الفتنة في التيار الخياني وكان مسؤولا عن إرباك الساحة في غزة، لكن الشهيد أبو مصعب تدخل لينقذ حياة ذلك
الرجل رغم أن له ملفا طويلا من الفساد”.
تواضع الشهيد الوزير
ومن بين المواقف تبرز تلك الأكثر إنسانية للشهيد صيام، يذكر منها أبو هلال، تواضع الشهيد صيام في الجولة
الخارجية الذي زار فيها السودان بصفته وزيرا للداخلية الفلسطيني وهو الرقم الثاني في الحكومة بعد رئيس الوزراء.
وقال أبو هلال، “عندما سافرنا للسودان ركبنا في الطائرة على درجة المواطنين العاديين، ولم يقبل الشهيد أبو مصعب
أن يركب ضمن الدرجات الخاصة في الطائرة لأنها كانت أغلى بضعفين عن الدرجة العادية، وقال الشهيد يومها:
“الدرجة الخاصة ضعف العادية، ونحن أحوج بكل دولار لأبناء شعبنا”.
ويؤكد أبو هلال أن هذه القوة العسكرية هي الأولى التي يتم تشكيلها واختيار أعضائها من عناصر المقاومة، ودون
قرار ما يُسمى لدى أجهزة السلطة بـ “السلامة الأمنية” والمقصود بها ألا يُشكل عنصر الأمن خطرا على الاحتلال
الإسرائيلي، وكانت تُعطى الموافقة على أفراد أجهزة أمن السلطة من الاحتلال الإسرائيلي، بحيث أن عناصر أمن
السلطة يتم اختيارهم وفقا للشروط الإسرائيلية وليس الشروط الوطنية.
لكن الشهيد سعيد صيام انقلب على النظام، ووضع أساسا وطنيا وشروطا فلسطينية لرجل الأمن الفلسطيني، وألغى
صيام عدة قرارات مرتبطة بأوسلو، وهي السلامة الأمنية والتحريات الأمنية والتي كان منبعها الاحتلال الإسرائيلي.
كما أسس الشهيد صيام عقيدة الوطنية داخل أركان وزارة الداخلية، حيث ألغى احتكار الحزب الواحد على المناصب
العليا والتي كانت سائدة لدى حركة فتح، “ولم يضع فيتو على أي إنسان ينتمي لأي فصيل، وكان الباب مفتوح لكل
أبناء الأجهزة الأمنية من جميع الفصائل”.
جُن جنون عباس
يذكر أبو هلال أن أول اختبار عملي للبرنامج الذي أسسه الشهيد صيام للأجهزة الأمنية الفلسطينية، والذي كان عام
2006 عندما اجتاح الاحتلال شرق قطاع غزة، فاستدعى الشهيد صيام، أبو هلال على الفور، وأبلغه للخروج بمؤتمر
صحفي ودعوة قوات الأمن الفلسطينية للقيام بواجبها للدفاع عن الوطن والتصدي للاجتياح الإسرائيلي، فكان هذا
“الانقلاب الأكبر على أوسلو” وفق وصف أبو هلال.
وقال أبو هلال، “إن هذا الأمر أثار جنون محمود عباس الذي أخبر أحد القادة الأمنيين حوله للاتصال بأبو هلال فور
انتهاء المؤتمر الصحفي، وقال له: ما هذا الجنون؟”، فرد عليه أبو هلال: “ونعم الجنون.. هذه تعليمات وزير
الداخلية”.
بكاء الشهيد
وعن أصعب المراحل التي عشاها الشهيد صيام، يقول أبو هلال، إن فترة الاشتباكات بين حركتي فتح وحماس بغزة،
كان الشهيد يبكي حرقة على الدم الفلسطيني ويقول “هذه خسارة للشعب الفلسطيني كله”.
وأضاف: “كان قلب الشهيد أبو مصعب يعتصر حرقة على تلك المشاهد، وذات مرة تدخل لفك الحصار عن أحد
رموز الفتنة في التيار الخياني وكان مسؤولا عن إرباك الساحة في غزة، لكن الشهيد أبو مصعب تدخل لينقذ حياة ذلك
الرجل رغم أن له ملفا طويلا من الفساد”.
تواضع الشهيد الوزير
ومن بين المواقف تبرز تلك الأكثر إنسانية للشهيد صيام، يذكر منها أبو هلال، تواضع الشهيد صيام في الجولة
الخارجية الذي زار فيها السودان بصفته وزيرا للداخلية الفلسطيني وهو الرقم الثاني في الحكومة بعد رئيس الوزراء.
وقال أبو هلال، “عندما سافرنا للسودان ركبنا في الطائرة على درجة المواطنين العاديين، ولم يقبل الشهيد أبو مصعب
أن يركب ضمن الدرجات الخاصة في الطائرة لأنها كانت أغلى بضعفين عن الدرجة العادية، وقال الشهيد يومها:
“الدرجة الخاصة ضعف العادية، ونحن أحوج بكل دولار لأبناء شعبنا”.

