افادت وكالة رويترز بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني “شينزو آبي” يجريان اليوم الاثنين مباحثات حول كوريا الشمالية، حيث وافق الأخير على ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات بشأنها بعد ساعات فقط من قول السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة إن واشنطن “تتحدث عن كوريا الشمالية”.
وقال نيكي هالي، السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، في بيان إن الصين يجب أن تقرر ما إذا كانت ترغب في دعم فرض عقوبات أقوى من جانب الأمم المتحدة على كوريا الشمالية بسبب اختبار صاروخ بعيد المدى ليلة الجمعة، وقال “هالي” إن أي قرار جديد لمجلس الأمن الدولي “لا يزيد بشكل كبير الضغط الدولي على كوريا الشمالية وليس له قيمة”، مضيفاً ان اليابان وكوريا الجنوبية بحاجة ايضاً الى بذل المزيد من الجهود.
وقال “آبي” للصحافيين بعد محادثاته مع ترمب أن الجهود المتكررة من جانب المجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي للقضية الكورية الشمالية لم تؤت ثمارها في مواجهة تصعيد بيونغ يانغ، وأضاف آبي “أن المجتمع الدولي، بما فيه روسيا والصين، بحاجة الى إتخاذ هذا الامر على محمل الجد وزيادة الضغط”، وقال إن اليابان والولايات المتحدة ستتخذان خطوات تجاه اجراء ملموس ولكنه لم يقدم تفاصيل.
وقال المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء الياباني “كويتشي هاجيودا” للصحافيين إن آبي وترمب لم يناقشا العمل العسكري ضد كوريا الشمالية ولا حتى تجاوز “الخط الأحمر” من قبل بيونغ يانغ.
وصدر بيان عن البيت الابيض بعد المكالمة الهاتفية ذكر فيه أن الزعيمين “اتفقا على أن كوريا الشمالية تشكل تهديداً خطيراً ومتنامياً لكل من الولايات المتحدة واليابان وجمهورية كوريا الجنوبية ودول اخرى قريبة وبعيدة”، وأضاف البيان أن ترمب أكد مجدداً التزامه الحديدي بالدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية في حال أي هجوم متعهداً استخدام مجموعة كاملة من قدرات الولايات المتحدة.
وقال سكرتير مجلس الوزراء الياباني “يوشيهيد سوجا” إن المحادثات بين آبي وترامب استمرت حوالى 50 دقيقة، وقال فى مؤتمر صحفي “إن الدور الذى يمكن أن تلعبه في هذه القضية الصين مهم للغاية”، وأضاف سوجا “أن اليابان تعتزم دعوة الدول المعنية – بما في ذلك الامم المتحدة والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الى البدء بل ايضا الصين وروسيا – للقيام بمهام واجراءات اضافية لزيادة الضغط”.
وقدأعلنت كوريا الشمالية يوم السبت أنها أجرت اختباراً آخر ناجحا لصاروخ باليستي عابر للقارات أثبت قدرته على ضرب الولايات المتحدة، مما اثار تحذيراً شديداً من ترمب وقلقاً من الصين، وعقب ترمب لاحقاً في تغريده قائلاً فيها إنه “تلقى خيبة أمل كبيرة بسبب الصين” وأن أرباح بكين الاقتصادية هي بسبب تجارة الولايات المتحدة وأضاف في تغريدته أن الصين لم تفعل (شيئا سوى الثرثرة).
وقال نائب وزير التجارة الصيني تشيان كيمينغ فى مؤتمر صحفي في بكين حول تغريدات ترمب أنه لا توجد صلة بين قضية كوريا الشمالية والصين والولايات المتحدة وقضية “التجارة”، وأضاف ” كوريا الشمالية مصممة على تطوير برنامجها النووي والصاروخي وأنها لا تهتم بالتهديدات العسكرية، إذاً كيف يمكن للعقوبات الصينية تغيير الوضع؟”.
وأعلن مسؤول كبير في البيت الازرق الرئاسي أن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي الذي كان في اجازة، كان يخطط لإجراء مكالمة هاتفية مع ترمب في وقت قريب، وقال المسؤول إنه “اذا ما بحث رئيسا الدولتين فإنهما من المحتمل أن يبحثا مواقفهما بشأن كوريا الشمالية ووجهة نظر التحالف بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وغيرها من الامور بما فيها كيفية فرض عقوبات شديدة”.
وقال البنتاجون إن الولايات المتحدة أرسلت قاذفتين من طراز “بي – 1 بي” الأسرع من الصوت فوق شبه الجزيرة الكورية في عرض للقوة يوم الأحد رداً على اختبار الصاروخ “هواسونج – 14” وانطلقت القاذفات من قاعدة جوية امريكية في “جوام” وانضمت اليها مقاتلات اليابان وكوريا الجنوبية خلال المناورات، وقال تشيان “إننا نعتقد أن القضية النووية لكوريا الشمالية والتجارة الصينية الامريكية قضايا في مجالين مختلفين تماماً، وهى ليست ذات صلة، ولا يجب بحثها معاً”.
وصرحت صحيفة “جلوبال تايمز” التي تصدرها الحكومة الصينية في افتتاحيتها اليوم الاثنين أن “ترامب” نشر “تغريدة خاطئة”، وأن ترامب لا يفهم هذه القضايا!.
وقال قائد القوات الجوية في المحيط الهادئ الجنرال “تيرنس أوشنسي” في بيان إن “كوريا الشمالية لا تزال تشكل التهديد الأكثر خطورة على الاستقرار الإقليمي”، وأضاف “إذا أردنا فإننا مستعدون للرد بسرعة وبقوة ساحقة في أي وقت وأي مكان من اختيارنا”.


