اتفقت روسيا وباكستان، على توقيع صفقة لمد خط أنابيب غاز بحري بينهما، بمليارات الدولارات، حسبما أفادت اليوم السبت، صحيفة “تريبيون” الباكستانية (خاصة).
الصفقة المنتظر توقيعها رسميا خلال الأسابيع المقبلة، تأتي رغم الضغوط الأمريكية التي تعارض منذ سنوات مشروع أنابيب الغاز الممتد بين باكستان وإيران.
وتوصل الطرفان (الباكستاني والروسي) لاتفاقهما خلال أحدث زيارة لرئيس الوزراء الباكستاني شاهيد خاقان عباسي إلى موسكو (في نوفمبر/ تشرين ثان المنصرم).
وتعتزم روسيا، التي تسيطر وتدير احتياطات ضخمة من الغاز في إيران الغنية بمصادر الطاقة، تصدير الغاز الى باكستان والهند من خلال تدشين خط أنابيب خارجى، وفق المصدر ذاته.
هذه الخطوة تأتس كبديل لموسكو، في ظل تصاعد المخاوف الروسية من فقدان أسواق الطاقة بأوروبا، عقب صراع طويل مع واشنطن والاتحاد الأوروبي؛ بسبب ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وضمت موسكو القرم لأراضيها عقب استفتاء من جانب واحد، في 16 مارس/آذار 2014
ونقلت “تريبيون” الباكستانية، عن مسؤول حكومي بارز (لم تسمه)، قوله إنّ “الصفقات التجارية الضخمة، مثل التي اتفقت عليها موسكو وإسلام أباد، تفتح طرقاً جديدة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.
وأشار أن “صفقة أنابيب الغاز تلت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجيته الجديدة تجاه أفغانستان وجنوب آسيا(الإعلان في 21 أغسطس/آب الماضي)، حيث عزز من الدور الممنوح للهند في المنطقة”.
وفي السياق، أوضح مسؤولون (لم يتم الكشف عن هوياتهم) في تصريحات لـ”تريبيون”، أنّ العمل سيبدأ على بحث جدوى المشروع.
ولفت المسؤولون، أن روسيا مستعدة لتمويل دراسات الجدوى المتعلقة بقابلية نجاح واستمرار خط أنابيب الغاز البحري.
وفى وقت سابق، كانت الهند جزءا من مشروع خط أنابيب الغاز مع إيران وباكستان، لكن بعد عقد الاتفاق النووي مع طهران، انسحبت نيودلهي من المشروع.
الانحساب الهندي جاء رضوخا ربما لضغوطات أمريكية تلت توترت العلاقات بين واشنطن وكل من موسكو وطهران، بحسب مراقبين.
يشار أن روسيا كانت لفترات طويلة مصدرا مهما للغاز لبلدان الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وتستقبل روسيا الغاز من تركمانستان، ثم تصدره إلى دول الاتحاد الأوروبي، كما تمكنت من الحصول على مخزون من الغاز في إيران.
غير أن موسكو تتطلع أيضا لكسب موطيء قدم لها في أسواق باكستان والهند.