مع قدوم فصل الصيف في فلسطين من كل عام يقصد الغزيون شواطئ القطاع للاستجمام في مياه البحر كنوع من الترفيه عن النفس باعتباره المتنفس الوحيد، وفي هذا العام تحول المتنفس لمستنقع لـ مياه الصرف الصحي بسبب عدم القدرة على معالجتها جراء انقطاع التيار الكهربائي بفعل الحصار المفروض على القطاع من قبل الاحتلال والمشدد من مقبل رئيس السلطة محمود عباس.
وحول هذا الموضوع؛ تواصلت “شهاب” مع مدير عام المياه والصرف الصحي بغزة ماهر سالم، للحديث عن مدى خطورة مياه الصرف الصحي على المصطافين، قائلا: اتُخذت عدة اجراءات في هذا الإطار منها نشر ارشادات للمواطنين بعدم الاقتراب من مناطق التلوث في البحر، كما وضعت اشارات وعلامات ترشد بعدم الاقتراب والسباحة من الشاطئ الملوث.
واشار الى أن الاستجمام في البحر مسموح بمناطق معينة فقط بسبب أن نسبة التلوث في البحر وصلت 50%، لافتا أن بلدية غزة رفعت عدد أبراج الانقاذ على الشؤاطئ ووضعت لافتات للتوعية بالإضافة الى نشرات عبر الاعلام.
وطالب سالم المواطنين بعدم التواجد في المناطق الممنوعة للمحافظة على سلامتهم وصحتهم .
وبدوره؛ عقب دكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة حول موضوع التلوث بالقول: منذ بدء الموسم لم تصل أي حالات تسسم أو مرضية جراء تلوث البحر الى مستشفيات القطاع، محذرا المواطنين من السباحة في المناطق الملوثة حفاظا على صحتهم.
مدير التوعية البيئية في سلطة جودة البيئة أحمد حلس استشاري مختص في قضايا المياه، قال لـ “شهاب”: إن تلوث البحر يؤدي إلى أمراض عدة، منها جلدية ومشاكل تصيب الجهاز التنفسي والهضمي لدى الانسان وأمور أخرى. مشيرا إلى ان 110 إلى 115 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي “لا تعالج بالمطلق” بسبب انقطاع الكهرباء ويتم تفريغها في البحر.
وأضاف حلس “ان كمية التلوث بلغت من 60 إلى 70% تقريبا”، موجها كلمته للمواطنين باتباع الارشادات وعدم التواجد بالمناطق الممنوعة لكي لا يتم انتشار الامراض وتعريض حياتهم للخطر.
وأوضح أن مناطق التلوث في بحر القطاع لا يتم حصرها بالكامل ولكن يتم عمل فحوصات دورية وتحديد التلوث عند الفحص، الا أن التلوث متحرك يتنقل من منطقة لأخرى، مشيرا الى ان المناطق التي يمنع السباحة فيها (من وادي غزة لمنطقة المتحف شمالا، والمنطقة الوسطى، ومدينة خانيونس بالقرب من محطة المعالجة والمنطقة الشمالية منها، ورفح تعتبر معدومة كليا عدا بعض المناطق الشمالية فيها).
وطالب حلس الجهات كافة بضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد العمل بالمؤسسات والوزارات، والعمل على عودة الموظفين السابقين وتوفير أجهزة متطورة للمحطات وتوفر الكهرباء بأسرع وقت ممكن تفاديا لانتشار الامراض وكارثة بيئية.
يشار الى أن قطاع غزة يشهد أزمة خانقة في نقص كمية الكهرباء في القطاع، بسبب الحصار، الأمر الذي أثر سلبا على مضخات معالجة مياه الصرف الصحي، ما دفع الجهات في غزة لضخ مياه الصرف الصحي الى البحر دون معالجتها، وترتب على ذلك تلوث المياه بدرجة كبيرة وصلت سواحل عسقلان المحتلة واضطر الاحتلال الى اغلاقها والدعوة الى ايجاد حل سريع لهذه القضية.


