أكد الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية، أن مدينة القدس كانت ومنذ الازل فلسطينية عربية وإسلامية وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وأن هذه حقيقة لا تغيرها قرارات تافهة ولا قيمة لها ولا لمن أصدرها.
وقال الهباش، خلال خطبة الجمعة، في مسجد الرئاسة بمدينة رام الله، إن القدس هي عاصمة كل المسلمين والمسيحيين في العالم وليست عاصمة الفلسطينيين فقط الذين اختارهم الله ليكونوا في خط الدفاع الاول عن هذه البقعة المقدسة والمسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة، مضيفاً أن هذا لا يعفي جميع المسلمين والمسيحيين من القيام بواجباتهم المنوطة بهم في الدفاع عن مقدساتهم ومدينتهم المقدسة.
واعتبر قاضي القضاة، أن “قرار الرئيس الأمريكي بخصوص القدس هو قرار تافه لا يساوي بولة طفل من أطفال القدس ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به رغم خطورته البالغة على مسار الصراع واستقرار الامن والسلم في العالم اجمع”، مضيفاً أننا كفلسطينيين لا نعتبر هذا القرار موجوداً في الأصل.
وشدد على أن الرئيس الأمريكي ليس له خيار إلا التراجع عن هذه الخطيئة وهذه الجريمة التي اقترفها بحق الانسانية جمعاء وبحق الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.
وطالب الهباش العرب والمسلمين والمسيحيين الى اخذ دورهم المنوط بهم في الدفاع عن مقدساتهم ومدينتهم بكل السبل مذكرا بالحديث النبوي الشريف “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ومعها كل الشعب الفلسطيني ستبقى على العهد متمسكة بالثوابت وترفض التزحزح عنها قيد انملة وعلى رأس هذه الثوابت مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين الابدية شاء من شاء وأبى من أبى.
وأضاف الهباش، أن الشعب الفلسطيني يمر اليوم في أخطر مراحل قضيته الوطنية ومقدساته التي تتعرض لمؤامرة دنيئة وتافهة تستوجب من الكل الفلسطيني تعزيز الوحدة الوطنية والمضي قدما في المصالحة الفلسطينية الداخلية وتقديم التنازلات بين الاخوة حتى نتمكن من خوض معركة القدس موحدين متفقين غير متنازعين فالقدس تستحق منا ان نبذل لأجلها الغالي والنفيس.
وطالب الهباش خلال خطبة الجمعة كافة الدول التي لها سفارات وقنصليات معتمدة لدى دولة فلسطين أن تنقل مقرات سفاراتها إلى مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية للتأكيد على أنها تدعم الحق الفلسطيني في عاصمتنا الأبدية ورفضاً للقرار الصادر عن الرئيس الأمريكي الذي يتنافى وكافة المعاهدات والقرارات الدولية.


