توقعت وزيرة الصحة مي الكيلة ازدياد انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19” في صفوف أبناء شعبنا مع عودة آلاف
العمال من الداخل الفلسطيني المحتل إلى الضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، عن كيلة قولها، إن الوضع سيكون أكثر صعوبة في ظل منع الاحتلال الأجهزة
الأمنية من العمل في مناطق “ج”، وكذلك عدم التنسيق فيما يتعلق بعودة العمال لمحافظاتهم، داعية كل عامل للحضور
لمديريات الصحة ومراكز الطب الوقائي من أجل إجراء فحوصات لمنع انتشار فيروس كورونا.
وأضافت: “نحن الآن في الموجة الثانية للجائحة، ومن المتوقع من قبل منظمة الصحة العالمية أن نمر بموجة ثالثة أشد
حدة في الخريف وبداية الشتاء المقبل”.
وتابعت: “الموجة الثانية في فلسطين كانت أكثر شدة من الموجة الأولى، ونعاني من انتشار مجتمعي للفيروس، والذي
يعد وفقا لعلم الوبائيات أمرا خطيرا، كما أن الفيروس يطور نفسه ومختلف عن فيروس المرحلة الأولى”.
وحول الوضع الوبائي جنوب الضفة الغربية، قالت إنه لم يخرج عن السيطرة لغاية الآن، وإن الطواقم الطبية تعمل
في كل مكان، وتذهب للاستقصاء عن الحالات والمخالطين، كما يتم عمل فحوصات بشكل دائم، وبالنسبة للعلاج تم
تعزيز مستشفى دورا الحكومي بكافة الوسائل، واليوم تم تشغيل جهاز “ستي سكان” لاستخدامه لتشخيص الفيروس،
كما توجد كافة المعدات الهامة لمواجهة المرض في الجنوب، سواء كانت مخبرية أو غرف إنعاش.
وتابعت “لدينا 20 وحدة، و16 جهاز تنفس في مستشفى دورا، وتم تجهيز البناية الجنوبية من مستشفى عالية في مدينة
الخليل، لمعالجة مرضى كوفيد 19، وفيها 10 أجهزة انعاش، وأصبح لدينا مقومات جيدة لمواجهة جائحة كورونا في الخليل”.
وطالبت “المواطنين بالتعاون مع وزارة الصحة، واتباع البرتوكولات الطبية، وفي مقدمتها استخدام الكمامة من قبل
جميع الأفراد”.
وبينت أنه تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية، وعضوية قائد جهاز الشرطة اللواء حازم عطا الله،
وقائد جهاد الأمن الوطني اللواء نضال أبو دخان، ووزيرة الصحة، لدراسة التطورات ودعم ومساندة وزارة الصحة،
حيث اجتمعت اللجنة مع كافة المدراء ذوي العلاقة من وزارة الصحة واستمعت لاحتياجاتهم، وتم مباشرة اتخاذ
الاجراءات لدعم الوزارة وتلبية احتياجاتها”.
مركز حجر صحي في أريحا
وبينت الوزيرة أنه تم تحويل مركز النويعمة بمدينة أريحا التابع لجهاز الأمن الوطني، ليصبح مركزا للحجر الصحي
للمصابين بفيروس كورونا من مختلف أرجاء فلسطين، ولمن لا تتوفر أماكن حجر لهم”.
وأضافت أنه يجري حاليا تجهيز المركز بشكل كامل، ونتوقع أن يباشر عمله مطلع الأسبوع المقبل، بعد توفير 1000
سرير وكذلك مكيفات هواء وغسالات وغيرها”.
وقالت إن العمل جار حاليا لتوفير كادر بشري للتواجد في هذا المركز الضخم، بعد أن قام جهاز الأمن الوطني بتوفير
سيارات لنقل المرضى والموظفين، وذلك لمساعدة موظفي الوزارة في التنقل ولنقل المصابين، حيث تم منح وزارة
الصحة 10 سيارات جديدة لهذه المهام.
وبينت أن “وزارة الصحة اتخذت قرارا على غرار كل دول العالم، بأن يبقى المخالطون في منازلهم، وأن يبقى
المصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض محجورين، لكن هناك من لا يتوفر في بيته مكان للحجر، وهؤلاء نعمل من
أجل توفير أماكن حجر قريبة لهم في كل محافظة”.
وفيما يتعلق بحجم المخالطين والمصابين في المخيمات، قالت الكيلة إن المخيمات تعاني من كثافة سكانية كبيرة، ونحن
بحاجة لتوفير أمكان حجر لمن لا يمكن أن يحجروا أنفسهم من أهلنا في المخيمات، وهذا أمر تم بحثه مع وكالة غوث
وتشغيل اللاجئين، وسنقوم بمساعدة الوكالة على توفير ما تحتاجه لأماكن الحجر في كل مخيم.
ارتفاع الإصابات مع عودة العمال
وتحدثت وزيرة الصحة إن “عودة العمال خلال عيد الفطر تمت بسلاسة، وتم فحص معظم العمال العائدين من خلال
عمل منتظم، ولكن مع وقف العمل بالاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي، نخشى أن تحمل عودة العمال مزيدا من الانتشار
لفيروس كورونا”.
وأضافت أننا “نواجه مشكلة ونخشى من الإرباك خاصة وأن الأجهزة الأمنية لا تعمل في المناطق “ج”، وكذلك توجد
صعوبة في عمل الطواقم الطبية، لكن سندرس إمكانية توفير فحوصات لكل العمال، علما أن انتشار الفيروس داخل
إسرائيل مرتفع، ونخشى كثيرا من المرحلة المقبلة، وأن يزداد الوضع الوبائي صعوبة”.

