قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ناصر القدوة: إن الإدارة الأمريكية الحالية لم تتبن مواقف الإدارات السابقة في دعم القضية الفلسطينية ودعم حل الدولتين، ومعارضة المستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وهو الأمر الأخطر بالنسبة لنا كفلسطينيين، محذراً من أننا ذاهبون إلى كارثة في المنطقة بأكملها ما لم يحدث تغيير جوهري في العقلية الإسرائيلية.
وأضاف القدوة، أن استمرار الموقف الأمريكي دون اتخاذ موقف واضح بشأن الاستعمار الاستيطاني، يؤكد تغطية المواقف الإسرائيلية المتطرفة والمدمرة، قد يؤدي إلى نتائج سلبية وخطيرة.
وقال في مؤتمر صحفي في رام الله: “نحن حريصون على علاقة إيجابية مع الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الدولة الأقوى في العالم، وتطرق إلى المواقف السياسة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية السابقة تجاه القضية الفلسطينية وعملية السلام، خاصة تلك المواقف التي جاءت في أواخر ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما وما يعرف بمبادئ كيري للحل السياسي وموقفها من قرار مجلس الأمن رقم 2334، وموقفها الذي جاء متأخراً ولم يترجم إلى مواقف عملية”.
وقال القدوة: “إن الإدارة الأمريكية أعلنت رغبتها بالتوصل إلى ما يعرف بالاتفاق الكبير والنهائي، والجانب الفلسطيني يرحب بذلك، ولكنه استدرك “إن تصريحات الرئيس ترامب- بأنه منفتح على حل الدولتين أو الدولة الواحدة وهو يريد ما يوافق عليه الطرفان- تحمل أكثر من معنى وتستدعي الانتظار والتريث”.
وأكد القدوة تمسك القيادة الفلسطينية بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي والمسجد الأقصى، ومواجهة أي محاولات إسرائيلية لإحداث أي تغيير، مشدداً على تمسكها المطلق بأن القدس الشرقية جزء أصيل ولا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وأن شعبنا هو صاحب السيادة هناك.
وتابع: “القدس ليست مسؤولية فلسطينية فقط، وإنما مسؤولية عربية وإسلامية”، مثمناً جهود الاطراف كافة وخاصة الجهود التي بذلتها المملكة الأردنية الهاشمية، انطلاقاً من قاعدة الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، وكذلك مواقف المملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية، وجمهورية مصر العربية وكافة أشقائنا العرب”.
وشدد القدوة على مركزية القضية الفلسطينية، وقال: “اسرائيل تسعى إلى تجاهل لب الصراع والالتفاف عليه، ولكن لا مكان لما يسمى بالتنفيذ المقلوب للمبادرة العربية للسلام، حيث إن المبادرة العربية واضحة ومباشرة، وهي الانسحاب مقابل علاقات طبيعية والحفاظ على حقوق اللاجئين، وإما أن تكون هكذا أو لا يوجد مبادرة”.
وأشار القدوة إلى أنه “في ظل الموقف الأمريكي الحالي، فإن مواقف الأطراف الدولية الفاعلة الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين تصبح أكثر أهمية”، وقال: “هناك قلق فلسطيني إزاء ما نراه من تآكل بعض المواقف الدولية، هذا يعيق إمكانية الوصول لحل سياسي عادل، مطالباً الأطراف الدولية بالتمسك بمواقفها الثابتة وعدم الخضوع للضغوط الإسرائيلية”.
وتساءل القدوة عن دور اللجنة الرباعية، مطالباً بضرورة البحث عن “آليات اخرى للعمل والتأثير”.


