يعرف التخاطر على أنه انتقال افكار و صور ذهنية بين الكائنات الحية دون الاستعانة بالحواس الخمسة أو باختصار نقل الافكار من عقل الى آخر بدون ايّة وسيط مادي او الحاجه إليه، يتمتع القليل من الناس بقدرة التخاطر عن بعد حيث توصف كموهبة فطرية أو غريزية لديهم، هناك خلط كبير بين ما يعرف بالتخاطر، والحاسة السادسة التي تعني الإدراك الحسي البصري المسبق للحدث قبل وقوعه، فعالم التخاطر يرتبط بالصفاء الروحي والذهني، ويعتمد على مفاتيح التأمل والتركيز والتمرين والموهبة
أثبتت التجارب أن ظاهرة التخاطر واضحة جداُ عند الأخوة التوأم وكأن هناك اتصال نفسي أو كهربائي من نوع ما بين أدمغتهم تماماُ مثل عمل أجهزة الاستقبال والارسال، كما يعتقد أن لأدمغة الحيوانات قدرات قوية تعرف بالحاسة السادسة كالاحساس بافتراب حدوث الخطر أو الوفاة غير مستخدمة لدى معظم البشر.
ويسجل علماء «الأنثروبيولوجي»» «أن هناك مجتمعات بدائية، مثل قبائل الأبوريجينـز – سكان أستراليا الأصليين- يعتبرون التخاطر موهبة، أو ملكة بشرية طبيعية تنتشر بينهم دون استغراب أو مناقشة، ونرى هذه الظاهرة بكثرة في أفلام الخيال العلمي مع العلم أنها ظاهرة ملموسة ومحسوسة.
فالتخاطر هو استقبال للطاقة الصادرة من عقل أي شخص وتحليلها في عقل المستقبل، أي أنه يدرك أفكار الآخرين، و يعرف ما يدور في عقولهم وأيضا باستطاعته إرسال خواطره وإدخالها في عقول الآخرين، هذه الظاهرة لا يحكمها الزمان أو المكان، وهي غريزية فطرية غير مكتسبة.
الدكتور فؤاد أسعد خبير العلاقات الإنسانية، يقول: “لقد أثبت العلم الحديث نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة لدينا في الماضي القريب، ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل الإنسان، مفهوم التخاطر لا يختلف كثيراً عن ظاهرة «وهم إدخال الأفكار أو انتزاعها» من المخ”.
لكن مع التطورات العلمية ضعفت قدرات الإنسان بصورة أفقدته قدرته على التخاطر وصار يحدث بصورة نادرة، أما دلائل وجودها، فنعود إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم: «الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف»، إذن عند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر، وهناك دليل دامغ في القرآن الكريم، في قوله تعالى:» إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون».
ويضيف أسعد:» إنها ظاهرة أشبه بتقنية «البلوتوث» المعروفة التي تُستخدم في جهاز تحكم التلفاز «الريموت كونترول» والهواتف المحمولة، أو أجهزة الحاسب، وتعتمد على نقل الملفات والبيانات من جهاز آلى جهاز آخر عن طريق الموجات ودون أسلاك، بعضها قد يستقبل ويرسل، والبعض يستقبل فقط لكن لا يرسل، فعقل الإنسان في حالة التخاطر كهذه الأجهزة أيضاً.
هناك من تأتيه هذه المقدرة بسهولة، هناك من يصل فقط إلى البداية ولا يستطيع أن يكمل .. قد يرتبط ذلك بصفائه الروحي.. وبإيمانه بوجود هذه القدرات، والمفتاح أو السر هنا في التأمل والتركيز ..وبالطبع بالتمرن الأكثر تحصل على الأفضل.

