حصل عالم الفيزياء الفلكية، البروفيسور سليمان بركة المحاضر في جامعة الأقصى أمس الأحد، على جائزة (رينتا بورلون) العالمية الإيطالية بنسختها الرابعة لعام 2018 من جامعة (صوفيا) الايطالية في مقاطعة توسكانا.
أقيمت الجائزة عام 2005 تخليداً لروح العالمة الإيطالية رناتا برلوني التي ولدت قرب روما في بلدة شيفتافيكيا عام 1930 وتعتبر شخصية مرموقة في مجال العلوم، وهي إمرأة صاحبة مقام رفيع في الأخلاق والقيم الروحية، كان لها اهتمام كبير بالعلم والذي اعتبرته أداة مهمة تسهم في وحدة الإنسانية جمعاء من أجل الخير، وهي جائزة عالمية تعطى بالعلوم لمن قاموا بإنجاز مهم في البحث العلمي والأكاديمي، وتهدف إلى تشجيع الحوار بين الحضارات، وتلتزم بقيمة الربط بين الصرامة العلمية وكرامة الإنسان، وتوازن بين العلم والبعد الروحي للمنجز وصاحبه.
حصل على هذه الجائزة حتى الآن البروفيسور أجو أمالدو عام 2006 والبروفسور بيرو بنفينوتي عام 2013 وهو نائب رئيس الوكالة الأوروبية لأبحاث الفضاء والبروفسور فابيولا جيانوتي عام 2015 وهي رئيس المرصد الفلكي في جنيف والآن منحت للبروفسور الفلسطيني سليمان بركة، القادم من قطاع غزة، والذي حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية من جامعة “بيير وماري كوري” في باريس عام 2010.
أسس البروفيسور، مركز علوم الفلك وعلوم الفضاء التابع لجامعة الأقصى في غزة، ويشغل حالياً كرسي بحث في منظمة (يونسكو) في علم الفلك والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء، يعمل البروفيسور بركة مع وكالة (ناسا) الأمريكية، ووكالة الفضاء الأوروبية، وعضو في الاتحاد الأمريكي لعلم الفضاء، وعضو الأوروبي والاتحاد الفلكي الدولي.
منحت اللجنة العلمية هذه الجائزة للبروفسور بركة بعد تقييم دقيق للمرشحين واعتراف بمنجزه العلمي والأكاديمي الذي يسلط الضوء، ويهتم بالقيم الإنسانية والسلام ونشر المعرفة والحب والخير بين الشعوب، حيث علق على حصوله على الجائزة بقوله: أنا ممتن وأشكر إدارة الجائزة والجامعة واللجنة العلمية وجمعية رناتا برلوني على منحي الجائزة، وهي بالنسبة لي بمثابة دعم وتشجيع للاستمرار في خدمة الإنسانية وأبناء شعبي الذي يعاني كل يوم بسبب الظلم والاحتلال ومن أجل العمل لإحلال السلام بين الشعوب وللسماح للأجيال الشابة الانفتاح على الأمل رغم الصعوبات والعقبات التي يعيشونها.
وأضاف: أود شكر سفارة دولة فلسطين في إيطاليا خاصة لسعادة السفيرة د. مي الكيلة، و د. عودة عمارنه الملحق الثقافي للسفارة، أهدي هذه الجائزة المهمة لفلسطين الأرض والإنسان والأمل وأهديها بشكل خاص للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ولروح والدي المرحوم الحاج محمد سلامة بركة، والذي أعطاني لقب بروفيسور وأنا في الصف الثالث الابتدائي، حيث لم أكن أعرف ماهو اللقب، وها أنا بعد 45 سنة أُكرم بهذا اللقب على مسرح عالمي وفي مكان مهم مثل إيطاليا.
أقيم الحفل في قاعة المركز الدولي لوبيانو في مدينة إنشيسا فالدارنو بحضور ممثلين عن العالم العلمي والأكاديمي المحلي والدولي وممثلي السلطات المدنية المحلية ومؤسسات المجتمع المدني وممثلي السلك الدبلوماسي حيث حضر الحفل د.عمارنه الملحق الثقافي لسفارة دولة فلسطين في إيطاليا، وكان الحدث تحت رعاية الجامعة وحركة الفوكولاري العالمية وجمعية ريناتا بورلوني وبلدية إنشيزا فالدارنو فلورانس وبلدية شيفيتافيكيا محافظة روما.
كما شكر د. عمارنة الملحق الثقافي لسفارة دولة فلسطين في إيطاليا جامعة صوفيا ولجنة التحكيم والمؤسسات الراعية ومنظمي الاحتفالية على اختيار البروفيسور الفلسطيني سليمان للفوز بالجائزة وبارك له هذا الفوز.
وقال: نحن سعداء بهذا التكريم الذي ناله البروفيسور سليمان وهو تكريم أيضا لريناتا بورلون التي عملت الكثير من أجل المجتمع والإنسانية، وهو تكريم وتضامن مع فلسطين وشعبها الذي يثبت كل يوم قدرته على الإبداع والمساهمة في تقدم الإنسانية، ويؤكد على قوة حضور الثقافة والإبداع في مسيرة الأمم من أجل عالم أفضل يعمه العدل والسلام والحب.
كما شكر د .عمارنة بلدية لوبيانو على منح البروفيسور سليمان المواطنة الفخرية.




