يوسف كحيل/ خُطّى بوست
لا نبالغ لو قلنا إن الأمل هو كمامة الًأكسجين التي تحمينا من الاختناق في لحظات اليأس و الحزن, لولا الأمل لتهدّم العالم من ألاف السنين, ولو نظرت حولك ستجد عشرات المظاهر التي يتجلى بها الأمل في أجمل صوره. تجد الأمل في التاجر الذي يخاطر بأمواله أملاً بالربح, والفلاح الذي يكدح في أرضه أملاً في حصاد وفير, والطالب الذي يسهر الليالي ويحرم عينيه لذة النوم أملاً بالنجاح الجميل تجده في رأس طير صغير يسافر أميالا ليجمع طعاما لصغاره, أما هذا الطفل الصغير الذي يجرب رجليه لأول مرة فيسقط ويتألم المرة تلو المرة لكنه لا يتوقف عن المحاولة وفي النهاية هاهو ينجح ويقف ويمشي معتمداً على نفسه بدون مساعدة من أحد.
إن الدور الذي يلعبه الأمل في حياتنا هو دور مهم فهو الذي يحمينا من الإنهيار ويدفعنا دفعاً للمعاودة والمحاولة المرة بعد المرة مهما ما مررنا به من فشل أو انكسار, إنه القوة الجبارة التي لا يستطيع أن يحيا الإنسان بدونها, فما دام على قيد الحياة فهو دائم الأمل في غدٍ أفضل يأتي حاملاً معه كل الخير وفي محاولة لا بد وأن يصادفها النجاح.
هذا هو الأمل إذن الذي يحمينا من الشرور والمخاطر , ويحمينا من السقوط في فخ الاكتئاب واليأس. هذا هو الأمل القائم على أساس قوي من العمل الجاد واستمرار المحاولات وهو ما نحتاجه, أما الأمل الخائن القائم على أسس واهية وغير منطقية فهو الذي لا نريده ويحذرنا منه علم النفس إنه كأمل المقامر, ينتظر صاحبه أن يحدث لكنه يعلم من البداية أنه لن يحدث لكنه يعلق أمله بأحبال الوهم مما يزيد صاحبه إحباطا في النهاية.
فتمسك بالأمل يا صديقي! مهما كانت الظروف و الأحوال ومهما بدا لك ضوء الصباح بعيد, تمسك به عندما تفشل أو تضيع أمام ناظريك حصيلة جهد طويل, تمسك به عندما تجد نفسك في حال لا يعجبك و تتمنى لو كان أفضل, تمسك به عندما يطرق اليأس باب قلبك, تمسك به عندما تحاول أن تتأقلم مع وضع أنت تعرف تماما أنه لا يمكنك ذلك, تمسك بالأمل في كل حال فهو طوق النجاة الوحيد في بحور اليأس والقنوط.
إذا كان للأمل هذا الدور الجبار في حياتنا فلماذا لا نفسح له الطريق و نهبه مكانا أرحب في عقولنا و نفوسنا! دعونا إذن نحترم الأمل ونرفع له القبعة!

