عند التقاء أشخاص جدد، يحرص كل فرد على أن يظهر أفضل ما لديه، وعليه أن يترك انطباعًا جيدًا، حتى وإن لم يكن ذو شخصية جيدة، عليه ألا يترك ذلك ليكتشفه الآخرون بمرور الزمن.
ان إدارة الإنطباعات هي فن اختصار تأثير الزمن في عدة انطباعات سريعة، هناك العديد من الطرق التي يمكنكِ من خلالها ترك انطباع أول إيجابي لدى الآخرين دون الحاجة إلى التصنع أو تغيير شخصيتك، كل ما عليكِ هو تعلم بعض التقنيات البسيطة التي ستساعدك على ترك هذا الانطباع الإيجابي دون القيام بأي مجهودات ضخمة أو الاستعانة بأي استراتيجيات معقدة.
أهمية الإنطباعات الأولى في شخصية كل فرد
هناك نوع من التحيز، لذلك عندما يراك الأشخاص لأول مرة؛ فسيطلقون عليك الأحكام تبعًا لتحيزاتهم وتصوراتهم المسبقة، حتى قبل أن يمنحوا أنفسهم الفرصة الكافية لمعرفة حقيقتك بمرور الزمن.
فإذا تمكنت من التأثير عليهم في البداية، لتكوين انطباعات صادقة عنك؛ فإنك بذلك تساعدهم وتساعد نفسك.
تكمن المشكلة في أن الآخرين يكوّنون انطباعًا سلبيًا عنك، ويحاولون بعد ذلك تدعيم هذا الشعور لديهم، فنادرًا ما يغير أحد رأيه، ويعترف بأنه كان مخطئًا في حقك.
عادة ما يعتقد الآخرون أن الإنطباع الأول عنك؛ هو الإنطباع الصادق، لأنهم لم يروا منك أي شيء آخر، حيث لا يمكن للآخرين أن يتوقفوا عن تكوين انطباعات عنك مهما حاولوا، وتعد هذه فرصة كي يكونوا عنك انطباعًا إيجابيًا طالما عرفت أنهم يتابعونك باستمرار، سواءً كنا نحب ذلك أم لا، فالإنطباعات الأولى مسألة هامة لنا جميعًا، جميعنا نبني افتراضات سريعة حول الناس من حولنا في الثواني القليلة الأولى من التفاعل.
كلماتنا سهل السيطرة عليها إلى حدٍ ما لنجعلها ودية. ومع ذلك؛ فإن لغة جسدنا يمكن أن تقول شيئًا نحن غير مدركين له، غالبًا ما يتاح للآخرين ولنا تكوين انطباعات بدون وعي، بالرغم من أننا نشعر أننا نتكلم بحماس وجاذبية؛ فلا يظهر ذلك للشخص الجالس أمامنا.
ما الذي يبحث عنه الناس في أول تفاعل بينهم؟
إنها عملية طبيعية؛ فنحن لا نفكر فعلًا عما نبحث في الأشخاص الجدد، لكن السؤالين الرئيسيين اللذين يجتازان عقولنا هما: هل هذا الشخص جدير بالثقة؟ هل يمكن أن يكن الإحترم لك؟
عندما نلتقي بصديق محتمل جديد؛ فإننا نصدر حكم أولي على الشخص على أساس هذين المعيارين، والكثير من الحكم يتم بناءً على تعبيرات لغة جسده.
كيف نشعر بداخلنا ما يصوره لنا الشخص خارجيًا؟
غالبًا إذا كان شخصيًا عصبيًا؛ نشعر بخوف أو بعدم الأمان لأي سبب من الأسباب. وعندما نميل إلى الجلوس مع الشخص الهاديء ذو لغة جسد واضحة؛ يتم ملاحظة هذا من قبل الآخرين إذا كان لدينا وجود نقص أو انعدام في الثقة.
عندما نشعر بالثقة والقوة في عقولنا؛ ينتقل ذلك الشعور لباقي جسدنا وتعبيراته. فعندما نفكر في حالتنا إذا ربحنا في شيء ما، ونرى وضعية أجسمنا حينها؛ سنرى أننا نقوم بعدة حركات معينة لليدين والقدمين تدل على قوتنا في هذا الموقف.
أخيرًا؛ معظم ما يفعله الآخرون يمر إلى عقولنا ومعتقداتنا، إن الطريقة التي نستخدم بها أجسادنا، يمكن أن تقودنا نحو تغيير المعتقدات السلبية، والأفكار حول أنفسنا، ورفع ثقتنا وتفاؤلنا.
في المقابل؛ الناس الذين نتفاعل معهم، يكونون واعين لالتقاط لغة جسدنا. لهذا أعطِ نفسك الثقة، ولجسدك الحرية في التعبير عما تشعر به، واسمح لنفسك بتكوين العلاقات بحرّية وسهولة، وانظر للإنطباعات الجيدة والمبهرة عنك بعدها.

