ضربت الخرطوم ومدن سودانية أخرى -اليوم الثلاثاء- احتجاجات على مقتل طلاب برصاص قوات الأمن في مدينة الأبيّض أمس، بينما اعتبر رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان ما حدث أمرا مؤسفا وحزينا ويتطلب المحاسبة.
وجابت مظاهرات عدة مناطق بالخرطوم ومدن سودانية أخرى، فيما خرج طلاب المدارس في مسيرات احتجاجية على مقتل زملائهم في كبرى مدن ولاية شمال كردفان غربي السودان وجرح العشرات.
وشهدت السوادن أمس يوما داميا بعد مقتل ثمانية أشخاص بالرصاص لدى تفريق قوات الأمن السودانية مظاهرة طلاّبية احتجاجا على الغلاء وانقطاع التيار الكهربائي وشح السلع بما في ذلك الوقود والخبز، كما احتج المتظاهرون على تقرير لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن من بين القتلى ممرضا وأربعة طلاب، وتحدثت مصادر سودانية عن جرح العديد من المشاركين في المظاهرة، مما قد يرفع عدد القتلى, حيث لم يشير البيان الى الجهة التي أطلقت وقال المتظاهرون ان قوات الرد السريع من قامت بالاعتداء ولم يتسنى للمجلس العسكري التعقيب.
وقال والي شمال كردفان أن عدد القتلى خمسة فقط، وأصدر قرارا بحظر التجوال من التاسعة مساء إلى السادسة صباحا وحتى إشعار آخر، وأمر بإغلاق مدارس الولاية، وبسحب قوات الدعم السريع من الأبيّض.
وأدان رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الثلاثاء وقال “إن ما حدث في الأبيّض أمر مؤسف وحزين”. ونقل التلفزيون السوداني الرسمي عن البرهان قوله إن قتل “المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة”.
وأعرب ممثل اليونيسيف في السودان عن صدمته الشديدة لمقتل تلاميذ برصاص قوات الأمن، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن العنف ضد الأطفال. وكان تجمع المهنيين السودانيين قد دعا أنصاره للتظاهر في أرجاء البلاد تنديدا بـ”المذبحة” ضد طلاب المدارس.
وأكد المفاوضان في قوى الحرية والتغيير طه عثمان وساطع الحاج عدم إجراء جلسة المفاوضات المقررة مع المجلس العسكري الثلاثاء، بسبب تواجد الفريق التفاوضي للحركة في مدينة الأُبيّض.
وجاء مقتل الطلاب مع استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج المقررة اليوم لحل مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية.

