مصر والعرب … ومواجهة الارهاب الاسود
عبر التاريخ واحداثه وبكافة محطاته ومنعطفاته … كانت مصر ولا زالت من الدول الاقدر على مواجهة المخاطر والغزاة والقوى التي كانت ولا زالت تحاول السيطرة على مناطق العرب وشعوبهم .
منذ التتار والمغول … وحتى بداية الاستعمار القديم … وما حدث من اتفاقيات ومؤتمرات كان بدايتها المؤتمر الصهيوني الاول بالعام 1897 … وحتى اتفاقية سايكس بيكو بالعام 1916 … وحتى وعد بلفور بالثاني من نوفمبر 1917 … كلها اتفاقيات وقرارات .. وتقسيمات كان هدفها اضعاف العرب وتفتيت وحدتهم وارضهم وشعوبهم .
مؤامرة قديمه … حديثة .. بتغير الادوات والفاعلين … ومن يقف ورائهم ويدعمهم ويساندهم .
دماء المصريين الشرفاء ابناء العروبة والاسلام وقد سالت دماءهم … وسقطوا فداء وطنهم … واوطان العرب … عبر كافة مراحل التاريخ … دفاعا عن الارض والانسان وحريته وكرامته .
لم تتأخر مصر في أي لحظة عبر كافة مراحل التاريخ .. عن اداء واجبها ودورها ومسؤولياتها وحتى تاريخنا هذا … ونحن نعيش مرحلة هى الاخطر بتاريخ امتنا العربية التي تم استهدافها من خلال مخططات عنوانها الفوضى الخلاقة … والشرق الاوسط الجديد … ومن ثم الشرق الاوسط الكبير لتقسيم المقسم … وتجزئة المجزأ وانهاء الانظمة السياسية … والقضاء على الجيوش … واحداث المزيد من الجهل والفقر بصورة اكبر واشمل داخل المنطقة العربية .
مصر القوية والمتماسكة والتي لا يمكن تجزأتها والتلاعب بها .. لانها سند الامة وشعوبها … ولانها مركز القوة والثقل … التي تمتلك أدوات الدفاع عن ارضها وشعبها وامتها … ولانها مصر المحافظة والمتمسكة بقوميتها وعروبتها … والمحافظة على خيرات بلادها … والتي تقف قوية وثابته أمام الطامعين والمستعمرين منذ القدم وحتى يومنا هذا … ولانها مصر التي تقوم بواجباتها ومسؤولياتها في فلسطين وسوريا وليبيا والعراق ومنطقة الخليج …. كانت مؤامرة استهدافها المستمر والمتصاعد … حتى يومنا هذا .
ولأنها من اوائل الدول التي حذرت العالم بأسره من الارهاب والتكفيريين وعملت بكل جهودها وطاقاتها … وأرواح ودماء ابناءها … لمواجهتهم من جذورهم … ومواجهة فكرهم وتطرفهم … ولانها البلد العربي الذي يكشف المؤامرات … ويحدد مخاطرها … ويعمل على مواجهتها بكل قوة وايمان … وبما يمتلك من ادوات القوة والفكر … كانت مصر بدائرة الاستهداف … وفق مخططات قديمه وجديده …وعبر مؤامرات وغزوات … وارهاب تكفيري جديد … كانت وجهة نظر المتأمرين والمخططين ان مصر يجب ان لا تقوم … وان تفقر و تجوع … وان لا تجد قوت يومها … ويكون شعبها بأزمة تلو أزمة … وكارثة بعد كارثة … ولانها الاقوى يجب اضعافها … وتشتيت جهودها … وادخال الارهاب الاسود بداخلها … لزعزعة امنها واستقرارها .
مخطط شيطاني جهنمي … يقف وراءه ويدعمه ويسانده دول وتنظيمات واجهزة استخباراتية .. تحاول النيل من مصر ومكانتها وقدراتها التنموية وان تكون بحالة دفاع مستمر … وتشتت دائم … وحالة تأهب … حتى ينالوا من مصر وشعبها وجيشها … شرطتها واجهزتها … ومجمل مقومات قوتها .
ولان مصر حماها الله برعايته ورحمته … واراد لها ان تكون بالمقدمه .. وان لا ينال منها السوء … الا بقدر ما يزيدها قوة وعنفوان … وما يزيد شعبها وحدة وترابط .. وما يزيدها الا قوة وتجذر بتاريخها وحاضرها وافاق مستقبلها … بما يحفظ لها دورها ومكانتها … وان لا تنال منها الرياح العاتية … والعواصف الهوجاء الاتية لها من اليمين واليسار ومن الغرب والشرق .
مصر القوية والقادرة دوما بأذن الله … وواجب العرب الوقوف معها ومساندتها بكل مقومات قدرتهم وامكانياتهم وقوتهم … حتى تبقى مصر قوية وقادرة على مواجهة ما يعترض طريقها … وطريق امتها العربية من مخاطر واخطار الارهاب الاسود … الذي لا زال على دمويته وقتله وتخريبه .
ما حدث بالامس من جريمه نكراء لمجموعة ارهابية … قاتلة ومأجورة بقتل العشرات من ابناء شرطة مصر البواسل واجهزتها الامنية … انما يدلل على ان استهداف مصر وامنها واستقرارها من خلال الجماعات التكفيرية والممولة والمدعومه والمخطط لها من قطر وتركيا والتنظيم الدولي للاخوان … والذين يقدمون لهم التمويل والتسليح وقدرة التحرك ما بين بلد واخر … بعد ان تعرضوا لضربات قوية بالعراق وسوريا وليبيا اصبحوا يتحركون ويهربون الى مناطق اخرى لزعزعة امن واستقرار دول عربية وعلى رأسها مصر .
حادثة الامس بصحراء الواحات بالمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بعمق الصحراء جنوب محافظة الجيزة والوادي الجديد … حادثة ارهابية ارتكبت فيها مجزرة دموية … راح ضحيتها العشرات من ابناء مصر الاوفياء … ومن رجالات امنها الابطال … الذين جادوا بأنفسهم وارواحهم ودماءهم فداء مصر وارضها وسيادتها …و فداء شعبها العظيم .
الشرطة المصرية والقوات المسلحة والاجهزة السيادية الامنية المصرية …. تعمل ليل نهار .,.. وعلى مدار اللحظة … وبكل ما تمتلك من قوة وامكانيات وارادة قوية … لمواجهة هذه الظاهرة الارهابية التكفيرية التي تصدر لها من هنا وهناك … وبلغات مختلفة … وبلهجات متعدده … وبثقافات متناقضة … يجمعها الارهاب والمال الاسود … وانحراف فكرهم وقلوبهم السوداء والحاقده على الدول والشعوب التي تسعى وتعمل بكل جد ونشاط لاجل النهوض بقوتها وتعزيز مقوماتها التنموية .
مصر باستهدافها المستمر … باعتبارها الدولة التي اسقطت مشروع الفوضى الخلاقة … ومشروع الشرق الاوسط الكبير … التي اسقطت بارادة شعبها وقواتها المسلحة ما كان يخطط للعرب دول وشعوب بثورة ال30 من يونيو .
مصر التي احبطت وافشلت المؤامرة … كان لا بد من استهدافها ومحاولة اركاعها واحداث الفتن بداخلها …. واحداث القتل والتخريب على ارضها … مؤامرة مكشوفة ومخططات مدبرة وعناوين الداعمين لها عناوين الخراب والدمار بالمنطقة …. عناوين القتل وسفك دماء الابرياء … عناوين الارهاب الاسود وتمويله وتسليحه وتسهيل مهامه وتحركه .
مصر العربية بكل ما تمتلك … وبكل ابناء امتها المحبين لها … والمؤمنين بدورها … والعاشقين لتراب وطنها … سيبقون على دعمهم ومساندتهم لمصر بحربها على الارهاب التكفيري … وعلى كل من يقفون ويدعمون هذا الارهاب الاسود .
حادثة الامس بكل ما احدثته من الآم … ومن سقوط للارواح لعشرات الشهداء … واسالة لدماء رجال شامخين وواثقين ومؤمنين بدورهم … وبما يمتلكون من ارادة قوية للمواجهة مهما تكن التكلفة وعدد الشهداء والدماء التي تسيل … ولانها مصر بكل عزتها وكرامتها وشموخ اهلها … وقوتهم على المواجهة بأرادتهم وايمانهم … سيبقون على مواجهة هذا الارهاب التكفيري الذي يتعدى الحدود…ويحاول الوصول الى مناطق الحياة عبر الصحراء بكل تضاريسها وجبالها ووديانها … وما يحاولون الاختباء بجحورهم … التي يطلون منها لارتكاب أفعالهم الإجرامية والإرهابية … سيجدون أمامهم قوة مصر بكافة أجهزتها وبشعبها الملتف حولها … لإسقاط مشروع الإرهاب الاسود .. ولإسقاط مشروع الفوضى الخلاقة … وإسقاط مشروع الشرق الأوسط الكبير .
رحم الله شهداء مصر … وتمنياتنا بالشفاء للجرحى الابطال … والموت لهؤلاء الإرهابيين الذين يستحقونه حتى يصلوا الى النار وبئس المصير .
الكاتب : وفيق زنداح


