أشادت الفصائل الفلسطينية بخطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي عرض فيه أولويات حركته المقبلة، وطرح مبادرة سياسية تحمل عناوين التوافق الفلسطيني.
حركة الجهاد الإسلامي، قالت إن خطاب هنية يعطي فرصاً لتحقيق المصالحة الوطنية، ولكن هناك مشكلة تكمن في سياسات ولغة عباس والسلطة وإجراءاتهم لتكريس الفصل ومحاصرة غزة ومحاولة جني ثمار الصمود الكبير لإحباط الانتفاضة والمقاومة.
وأضاف الناطق باسم الحركة في حديث خاص لوكالة “شهاب”: “مبادرة هنية تنسجم مع مبادرات وطنية أخرى اصطدمت بعدم قبول الفريق المرتهن لأوسلو وهنا يبرز بإلحاح مطلب الغاء أوسلو”.
وتابع: “نتمنى أن تجد دعوة هنية قبولا لدى عباس لكن الوقائع والممراسات تشير الى عدم الرغبة وعدم القبول من جانب السلطة”.
وأوضح شهاب أن خطاب هنية واضح وجامع ومتلزم بالثوابت والحقوق والمقاومة ويشكل محطة مهمة من محطات العمل الوطني على طريق التحرير.
وعبّر عن اعتزاز حركته بطبيعة ومستوى العلاقة والروابط بينها وبين حماس، مبيناً “أنها علاقة تستند لقواعد العقيدة والدين، وبالتالي هي علاقة راسخة ومتميزة وآخذة بالتطور”.
الكرة بملعب عباس
من جهته، وصف طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بـ “الإيجابي والمرن الذي يفتح الطريق أمام الكل الفلسطيني”.
وقال أبو ظريفة في حديث خاص لوكالة “شهاب”، “إن الخطاب حمل استراتيجية قادرة على أن ترتقي بالوضع الداخلي الفلسطيني بما يمكن من إنهاء الانقسام”.
وأضاف: “الاستراتيجية التي طرحها هنية هي محل اجماع وطني، والكرة الآن بملعب محمود عباس، وعليه أن يلتقط ما ورد في الخطاب السياسي المرن المتمسك بالوحدة الوطنية، وأن يبدأ بإجراء مشاورات استناداً الى لقاء بيروت والتحضير لانتخابات شاملة”.
وأوضح أبو ظريفة أن الخطاب يحمل أيضا في ثناياه موقف مسؤول وجاد تجاه المقاومة باعتبارها حق مشروع ورفض وسمها بالإرهاب”، مشيداً بموقف حماس تجاه الأطراف العربية والإقليمية لا سيما المصرية، والتي تنذر بتطور العلاقة الفلسطينية المصرية.
وجهة إيجابية
من جانبه، قال جميل المجدلاوي القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، يمثّل وجهة إيجابية ونتفق معه.
وأضاف المجدلاوي في حديث خاص لوكالة “شهاب”، “إن الخطاب يُشكّل وجهة توافقية وإيجابية نتفق معها ونؤيدها، وسنكون عاملاً مساعداً لتعزيزها.
وتابع: “عناوين التوافق الوطني التي تحدث بها هنية، مطلوب أن يتم البحث في آليات تنفيذها، من أجل الوصول الى النتائج المرجوة”.
يجب البناء عليه
كما وصف الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، إن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي استعرض فيه أولويات حركته في المرحلة المقبلة، وعرض مبادرة سياسية للمصالحة الفلسطينية، بـ “البنّاء الذي شخّص الحالة الفلسطينية وحدد مواضع الخلل في الساحة”.
وقال أبو هلال في حديث خاص لوكالة “شهاب”، “إن الخطاب حدد العناصر الأساسية التي قد تساعد في تجاوز الأزمة الفلسطينية الراهنة والتي هي محل إجماع وطني عريض، وأوضح موقف حماس وثوابتها الراسخة، رغم ما تعرض له نتيجة تمسكها بالثوابت الفلسطينية”.
وأضاف: “خطاب هنية حدّد المتغير في مواقف حماس علي صعيد المواقف الفلسطينية والعربية والدولية، بما يفتح آفاق جديدة لتأسيس علاقات سياسة واجهة لحماس مع الإقليم والمجتمع الدولي”.
وأوضح أن الأهم هو المبادرة القديمة الجديدة، “عندما قال نحتاج الى برنامج لتجاوز أزمة التنسيق الأمني مع الاحتلال”، مشدداً على ضرورة البناء على خطاب هنية رغم عدم التفاؤل بقبول أو تجاوب عباس مع المبادرة.
أما حركة المجاهدين، فقالت إن خطاب هنية هام ويحمل نقاط إيجابية على صعيد استعادة الوحدة، وندعو السلطة لالتقاطها.
وثمنت الحركة في حديث خاص لوكالة “شهاب”، تأكيد هينة على التمسك بالمقاومة والحقوق ورفض المشاريع لتصفية القضية الفلسطينية.
واستعرض رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية اليوم الأربعاء، أولويات الحركة للمرحلة المقبلة، ودعا الفصائل إلى صياغة استراتيجية موحدة تستند إلى القواسم المشتركة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأكد هنية في خطاب مطول ألقاه في مدينة غزة هو الأول له منذ ترأسه رئاسة المكتب السياسي لحماس، على وحدة الشعب الفلسطيني ورفضه التجزئة، مشيرا إلى أن هذا الشعب “قاوم التوطين وتصدى للعدوان والحصار ولمحاولات التهويد ووقف في وجه التهجير ومحاولات طمس الهوية”.


