يعرف اضطراب الوسواس القهري بأنه نوع من أنواع اضطراب القلق الرهابي, وتشمل الأعراض الأولية لهذا المرض الأفكار والأفعال الوسواسية التي ينصاع تجاهها الشخص بشكل إلزامي, ومن الجدير بالذكر أن أعراض اضطراب الوسواس القهري تكرر نفسها باستمرار، مما يتسبب في شعور كبير بالقلق أو المعاناة, بالإضافة إلى ذلك، يتسم اضطراب الوسواس القهري بتخاطر الأفكار والأفعال الوسواسية المفرطة وغير الواقعية.
وتعد الوساوس الأكثر شيوعا هي الخوف من التنجس والخوف من العدوى والشك القهري والحاجة إلى التناظر, فقد يكون الشخص خائفا باستمرار من عدم النظافة أو الإصابة بأحد الأمراض المعدية, كما يمكن أيضا أن يكون خائف دائما من التسبب في حادث خطير، مثل إطلاق النار.
أما الشخص الذي يشعر بحاجة شديدة للتناظر فإنه يريد دائما أن تكون الأشياء الخاصة به في ترتيب معين بالإضافة إلى حدوث الأحداث في أوقات معينة، وإلا سيصبح عرضة للقلق, وقد تظهر الأفكار الوسواسية على شكل اهتمام مستمر بالصحة الشخصية أو الحاجة الملحة لتكرار بعض الكلمات أو الصور والأفكار الجنسية المؤلمة التي تخطر على الذهن بصورة غير مرغوب فيها.
الأفعال القهرية النمطية الأكثر شيوعا هي التدقيق وغسل الأيدي أو الجسم بصورة متكررة, على سبيل المثال، قد يتحقق الشخص الذي يعاني من اضطراب الوسواس القهري من إيقاف تشغيل ماكينة صنع القهوة عشرات المرات, وتشمل الأفعال القهرية النمطية الأخرى غسل اليدين مرارا وتكرارا أو خلاف ذلك غسل الجسم في كثير من الأحيان بدرجة غير عادية, أوحيانا ينطوي الغسل على طقوس طويلة ومعقدة والتي يجب أن يؤديها في الترتيب الصحيح, كما يعتقد الشخص الذي يعاني من الوسواس القهري أن شيئا سيئا سيحدث لو لم يؤدي تلك الأعمال القهرية.
يدرك عادة الشخص البالغ الذي يعاني من الوسواس القهري هذه المشكلة
يدرك كثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري أن الفرن، على سبيل المثال، لم يتم تشغيله وأنه ينبغي عليه الذهاب إلى العمل أو المدرسة ولكن بغض النظر عن ذلك لا يمكنه أن يتوقف عن التدقيق في الفرن مرارا وتكرارا, وعادة ما تشيع الوساوس المعتدلة بين الأطفال والمراهقين، على وجه الخصوص، ولكن أعراض الوسواس القهري الأكثر شيوعا تستغرق وقتا طويلا للغاية مما يجعل الحياة اليومية والعلاقات الشخصية أكثر تعقيدا, ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري هم أكثر عرضة لنوبات الهلع والتي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
ينتظر الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري فترة طويلة بلا داع قبل طلب العلاج
غالبا ما يتطور اضطراب الوسواس القهري ببطء, وقد يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بالخجل من أعراضه أو أنهم قد لا يعرفون أن العلاج متاح وفعال, قد يكون هذا السبب الرئيسي في أن هؤلاء الأشخاص لا يسعون للعلاج حتى بعد 7 أو 10 سنوات من بداية ظهور الأعراض الأولى, ويمكن علاج اضطراب الوسواس القهري بنجاح عن طريق استعمال الأدوية والعلاج النفسي، أو مزيج من الاثنين معا.
علاج الوسواس القهري
علاج الوسواس القهري هي عملية معقدة وغير مضمونة النجاعة والنجاح في جميع الحالات.
في بعض الأحيان، قد تكون هنالك حاجة إلى علاج متواصل يستمر مدى الحياة. ومع ذلك، يمكن أن يكون علاج الوسواس القهري مفيدا في مساعدة المريض على التعامل مع الأعراض، مواجهتها ومنعها من السيطرة على مجريات حياته.
نقاط أساسية
هنالك نوعان أساسيان متبعان في علاج الوسواس القهري، هما:
العلاج النفسيالعلاج الدوائي
يختلف العلاج الأفضل والأنجع لاضطراب الوسواس القهري تبعا للمريض نفسه، وضعه الشخصيّ وتفضيلاته، وغالبًا ما يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجعا جدًّا.
العلاج النفسي لاضطراب الوسواس القهري
تبين أن الطريقة العلاجيّة المسمّاة المعالجة المعرفية (الإدراكية) السلوكية (Cognitive behavioral therapy – CBT) هي الأكثر نجاعة في معالجة اضطراب الوسواس القهري ، بين الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء.
أدوية تساعد على علاج الوسواس القهري:
ثمة أدوية معيّنة لمعالجة الأمراض النفسية يمكن أن تساعد في السيطرة على الوساوس والسلوكيات القهرية التي تميز اضطراب الوسواس القهري.
غالبًا ما يبدأ علاج الوسواس القهريبمضادّات الاكتئاب والتي قد تفيد في علاج الوسواس القهري، لأنها تعمل على رفع نسبة السيروتونين، التي قد تكون منخفضة لدى أشخاص يعانون من اضطراب الوسواس القهري.
مضادات الاكتئاب التي صادقت عليها إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA – Food and Drug Administration) في علاج الوسواس القهري تشمل: كلوميبرامين (Clomipramine) فلوفوكسامين (Fluvoxamine) فلوؤكسيتين (Fluoxetine) (بروزاك – Prozac) باروكستين (Paroxetine) (باكسيل – Paxil) سيرترالين (Sertraline) (زولفوت – Zoloft)

