أظهر استطلاع للرأي العام الفلسطيني، أجراه كل من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله ومركز تامي شتايمتز لأبحاث السلام في جامعة تل أبيب بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ومكتب الممثلية الهولندية في رام الله، أن نسبة تأييد حل الدولتين بين الفلسطينيين ترتفع، فيما تظهر انخفاضاً بين اليهود في إسرائيل.
وحسب استطلاع الرأي، الذي أورده موقع (عرب 48)، فإن نسبة تأييد رزمة شاملة مفصلة للحل الدائم بدون تغيير ثابتة بين الفلسطينيين وتنخفض بين اليهود، لافتاً إلى أن مجموعة من الحوافز تظهر وجود درجة من المرونة في المواقف وتحدث تغييراً ملموساً مؤيداً لرزمة السلام مؤدية لبلورة أغلبية من المؤيدين لدى الطرفين.
ويرى الاستطلاع، أن الاعتراق بالمطالب القومية لكل طرف هو من أكثر الحوافز تأثيراً على الطرفين، لكن الاعتقاد بأن حل الدولتين ليس واقعياً يبقى الأكثر دفعاً لرفض رزمة الحل الدائم.
ووفق الاستطلاع، قال 47% من اليهود في إسرائيل و53% من المواطنين في إسرائيل 52% من الفلسطينيين إنهم يؤيدون حل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
وتظهر هذه النتيجة للاستطلاع الحالي أن التأييد لحل الدولتين ارتفع بين الفلسطينيين، حيث كانت نسبة التأييد 44% في استطلاع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بينما انخفض التأييد لحل الدولتين بين اليهود في إسرائيل، حيث كانت نسبة المؤيدين 50% في استطلاع كانون الأول/ ديسمبر.
وتبين من الاستطلاع أن التأييد لبدائل ثلاثة لحل الدولتين أضعف بكثير من التأييد لحل الدولتين، وهذه البدائل هي: حل الدولة الواحدة التي يتمتع فيها الطرفان بحقوق متساوية، وحل الدولة الواحدة التي لا يتمتع فيها الطرفان بحقوق متساوية، والطرد أو التهجير.
وبحسب الاستطلاع الحالي، فإن 43% من الفلسطينيين، مقارنة بـ 42% قبل ستة أشهر، و32% من اليهود، بانخفاض قدره 9% مقارنة بالوضع قبل ستة شهور، يؤيدون رزمة شاملة للحل الدائم، فيما يؤيدها 83% من المواطنين العرب في إسرائيل، وهذه نسبة متقاربة من حجم تأييدهم السابق لهذه الرزمة.
ويبلغ حجم التأييد للرزمة بين العرب واليهود في إسرائيل 41%. تشمل هذه الرزمة قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وانسحاب إسرائيلي للخط الأخضر (أو حدود 1967) مع تبادل أراضٍ متساوٍ، وجمع شمل لمائة ألف لاجئ فلسطيني يعودون إلى إسرائيل، والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والحي اليهودي وحائط المبكى في البلدة القديمة تحت السيادة الإسرائيلية والأحياء المسيحية والإسلامية والحرم القدسي الشريف تحت السيادة الفلسطينية، ونهاية للصراع والمطالب، فيما تبلغ نسبة معارضة هذه الرزمة 53% في إسرائيل و54% بين الفلسطينيين.
وبحسب الاستطلاع، فإنه ترتبط الشكوك بمزايا رزمة الحل الدائم بوجود درجة عالية من الشك حول واقعية هذا الحل، حيث إن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي منقسمون إلى قسمين شبه متساويين حول ما إذا كان حل الدولتين لا يزال ممكناً أم أن التوسع الاستيطاني قد جعله غير ممكن.
وتقول نسبة تبلغ 49% في إسرائيل إن حل الدولتين لا يزال عملياً وتقول نسبة من 44% أن الاستيطان قد جعله غير عملي.
أما بين الفلسطينيين فإن 52% يقولون إن حل الدولتين لم يعد عملياً فيما تقول نسبة من 44% أنه لا يزال عملياً؛ لكن 71% من الفلسطينيين و79% من اليهود لا يتوقعون قيام دولة فلسطينية خلال السنوات الخمس القادمة.
ورغم رفض الأغلبية لرزمة الحل الدائم لتطبيق حل الدولتين فإن الاستطلاع يعتبر أنه يمكن تغيير مواقف المعارضين عند تقديم الحوافز لهم، فمثلاً، تقول نسبة 43% من اليهود المعارضين للرزمة أنهم سيغيروا رأيهم ويقبلوا بها فيما لو اعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية بما في ذلك الاعتراف بالروابط التاريخية والدينية لليهود، وترتفع نسبة تأييد اليهود للرزمة إلى أغلبية من 58% فيما لو تمت إضافة هذا الحافز لها.
كما أن نسبة فلسطينية شبه متطابقة (42%) من المعارضين مستعدة لتغيير موقفها والقبول بالرزمة فيما لو اعترفت إسرائيل بالطابع العربي والإسلامي للدولة الفلسطينية بحيث تصبح نسبة تأييد الرزمة بين الفلسطينيين في هذه الحالة 66%.


