تمثل الغمازات عيباً خلقياً في تركيبة الوجه من الناحية الطبية، لكن هذا العيب أصبح ملمحاً من ملامح الجمال الأنثوي، والذي حدا بالكثيرات من النساء في غزة إلى تقليد هذا العيب ليضفي عليهن سحراً وجمالاً من نوع آخر.
إنها غمازات “فيكتوريا” الاصطناعية، والتي هي عبارة عن عملية حفر غمازة في خدود الوجه بمقاييس معينة تستغرق عشر دقائق، تصبح بعدها المرأة ذات ابتسامة خلابة، فما إن توفرت هذه التقنية في غزة، حتى هرولت النساء نحو هذه الغمازات سعياً وراء التميز.
لاحظ تغير جميل في ضحكة أخته فسألها: هناك شيء ما فيكي قد تغير! أهي غمازة جديدة؟ فأجابت بابتسامة زينتها بجمال تلك الغمازة: نعم إنها غمازة فكتوريا التي حصلت عليها في مركز للتجميل بغزة فما كان منه إلا أن تواصل مع المركز ليحجز لزوجته غمازة، فما قصة هذه الغمازات؟
نساء تسعى نحو الجمال
تقول المطلقة العشرينية نهاية: “تعرفت إلى المركز عن طريق (الفيسبوك) وأحببت الفكرة في زرع غمازة بالوجه، وقد خضعت لعملية استغرقت عشر دقائق، خرجت بعدها من المكان بغمازة والسبب أنني أحب التغيير”.
وتضيف: “حينما رآني أخي تفاجأ بوجود الغمازة، وأخبرني أنها زادتني جمالاً، الأمر الذي دفعه إلى الاتصال على المركز الذي أجرى لى الغمازة، وحجز لزوجته للحصول على غمازات مماثلة”.
“أقول لكل من يسألني عن الغمازات أنها صناعية، الأمر الذي شجع صديقاتي وزميلاتي للحصول على غمازات (فيكتوريا) كونها تعطي المرأة لمسة من الجمال والإثارة”، على حد قولها.
أما السيدة المتزوجة (ز. أ)، (33 عاماً) فتخبرنا عن تجربتها مع الغمازات بقولها: “رأيت الكثيرات ممن لديهن غمازات وكنت أتمنى دوماً لو أن لي غمازات، خاصة وأن جميع أخواتي وأمي لهن غمازات طبيعية، توجهت إلى المكان وفي غضون عشر دقائق أصبح لدي غمازتان تزينان وجهي وابتسامتي”.
وتسترسل بالقول: “رأيت نتائج من قمن قبلي بهذه العملية وكانت النتائج جميلة ومرضية، فقررت أن أخوض التجربة، خاصة وأنني متزوجة فالرجل يحب التغيير في شخصية زوجته”.
حول الأسباب التي دفعتها للسعي نحو الحصول على غمازة فتؤكد: “تحب المرأة أن تكون بلا عيوب وأن تكون جميلة وهو نوع من الاهتمام بالنفس لإظهار الجمال ومن تأثير الغمازة علي أنني أصبحت أكثر ثقة بنفسي لأنها أظهرت جمالي”.
“تضفي الغمازات على المرأة جمالاً، خاصة وأنها بمقاييس الجمال هي مكمن إثارة لأنها ببساطة تبرز روعة الابتسامة، وتتم العملية بلا ألم وللأمر مضاعفات بسيطة ومؤقتة”، على حد قولها.
وتجيب حول رأيها في هكذا أمور تجميلية: “لا أعتقد أنها حرام طالما أن المرأة تتجمل فقط ولا تعبث أو تغير في خلقة الله فالمقصود منها الجمال والله جميل يحب الجمال”.
للرجال أيضاً!
لا يقتصر طلب الغمازات على المرأة فقط بل والرجل أيضاً فالشاب الأعزب محمد (23 عاماً) لديه حجز الشهر المقبل عبر المركز ليحفر غمازتين في وجهه ويقول: “نعم لدي عملية الشهر القادم والهدف تغيير في ستايل الوجه، أريد غمازتين في وجهي لتبدوا ابتسامتي أجمل ووجهي أكثر إثارة”.
دكتور المركز يوضح
يقول الدكتور محمود مهاني (35 عاماً) صاحب مركز فكتوريا للتجميل، والذي يعمل في مستشفى الشفاء بغزة في جراحة تجميل قسم التجميل والحروق: “الغمازة هي ناحية جمالية في وجه المرأة وحفر الغمازة هي عملية جراحية بسيطة نقوم بها، والتي تبدأ بالبنج الموضعي للمنطقة المحددة، والتي لها مقاييس معينة في منطقة تقاطع خط العين مع زاوية الفم وهناك نحدد مكان الغمازة وبالطبع نكون حذرين جداً لأن المنطقة تحتوي العصب السابع”.
ويضيف: “العملية تستغرق عشر دقائق، ولا نتقيد بمكان معين للغمازة، لكن تشريحياً للوجه نخشى من منطقة العصب والوريد لذلك نحدد بدقة مكان الغمازة ثم نقوم بغرزة داخلية والتي ينجم عنها الغمازة”.
“العملية لا ترتبط بعمر معين وهناك إقبال شديد من النساء على الموضوع فأسبوعياً لدينا 5- 10 حالات سواء لغمازة واحدة أو اثنتين”، على حد قوله.
هذا وتصل تكلفة الغمازة 250 شيكلاً لكن السعر أيضاً قابل للنقاش بسبب الأوضاع الاقتصادية التي نعيشها في غزة.
أما فيما يتعلق بالمضاعفات، فيؤكد الدكتور بسام المصري الطبيب المسؤول عن تجميل الغمازات في المركز أيضاً: “المضاعفات عبارة عن التهابات خفيفة مثل ورم في الخد أو نزيف داخلي يمكن السيطرة عليه وهو مؤقت وتمثل هذه المضاعفات 5% من الحالات نتيجة إما خلل في ربط الغرزة أو قلة عناية من المريض ما بعد العملية فهي بالنهاية عملية شد داخلي”.
ويضيف: “نحن الوحيدون على مستوى قطاع الذين نوفر هذه الخدمة ففيه نوع من المخاطرة”.
وفي سؤاله حول ما إن كانت الغمازة عبارة عن عيب خلقي، فيجيب: “نعم هي عيب خلقي لأنها عبارة عن عدم اكتمال في عضلة الفم فعند الضحك يبرز هذا الخلل، والذي يكون ما يسمى “غمازة”.
“تتم العملية طبقاً لمقاييس الوجه حتى لا نعمل كدمة للعصب أو الوريد فأحياناً يطلب المريض الغمازة في مكان معين لكن قدر الإمكان نتشاور معه، ونتدخل من أجل الحصول على غمازة في المكان الصحيح خوفاً من حدوث أية مضاعفات”، على حد قوله.
ويختم حديثه بالقول: “الفئة العمرية التي تطلب عملية الغمازة هي ما بين أواخر العشرينات إلى 45 عاماً من النساء والعملية تتم في المركز وأحياناً يأتينا حالة لديها غمازة لكنها تريد نحتها أو غرسها بشكل أكبر لتبدو ملاحظة ونقوم معها باللازم”.
أما علماء الدين فيعلقون على الأمر بأنه طالما لم يرد بهذا الأمر نص واضح فإننا لا نستطيع الحكم بحرمانيته، ولكن يبقى الأمر غير مقبول من الناحية الشرعية لأنه قد يكون فيه نوعاً من العبث في الخلقة التي فطر الله الإنسان عليها.
يذكر، أن الغَمّازة هي انبعاج طبيعي بسيط في الجلد سببه تغيرات في طبقة البشرة السفلية، والتي غالباً ما تظهر على الخدود أو الذقن، وتعتبر الخدود التي تحتوي على غمازات من أجمل الوجوه على الإطلاق في العديد من الثقافات.


