بعزة وثبات يرابطنَ في ساحات المسجد الأقصى, وبين أزقة البلدة القديمة يقرأنً القرآن ويتبادلنً بأصواتهنً صدق
الدعاء، ويقمنَ الصلاة ويرفعنَ أيديهنً إلى السماء فلا يتوقفنً عن رباطهنً وعن نصرة المسجد الأقصى.
يعجز اللسان عن وصف تلك النساء المرابطات على أبواب المسجد الأقصى، فهنً سند الرجال وقوة الصمود ومنبع
الدوام والثبات على ذات الدرب، فلا يمكن لهنً التراجع عن الرباط بسبب الحب الكبير الذي يربطهنً روحاً وقلباً في
باحات المسجد الأقصى.
وحدهنً نساء القدس يواجهنَ غطرسة الاحتلال ويحملنَ القضية على أكفهنً، ويقفنَ الأن في وجه الموت كي لا يضيع
ما تبقى من البلدة القديمة في أيدي الاحتلال الغاصب، ويحاولنً تغيير الملامح الأخيرة بالمسجد الأقصى من معلم
قدسي إسلامي إلى آخر يهودي لا يمتْ للمسلمين بأي صلة.
كلمة واحدة
بصوت واحد تنطلق ألسنتهنَ تهتف “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، وبهمة عالية ودون تردد يلبينَ نداء الأقصى عند
الحاجة، ويقمنَ بواجب الدفاع وحمايته في أصعب الأوقات، فينتشرنَ في باحاته كأنهنً جنوده ويكوننً خط الدفاع
الأول.
إنهنَ” مرابطات الأقصى”، اللواتي يشكلنَ درعاً منيعاً لحمايته، والتصدي بعزيمة الرجال لكل المحاولات الإسرائيلية
للسيطرة عليه وتدنيسه من قبل المستوطنين، فتجدهنَ كقوة الجنود الواحدة ينتشرنً في باحاته، وتعلو أصوات هتافهنً
” الله أكبر” لتصدح بالأقصى وتعلنً النفير العام ببدء معركة البقاء ومواجهة الاحتلال.
وخلال أحداث الانتفاضة كان لهنً دور بارز في صد هجمات المستوطنين واحباط محاولات التسلل والسرقة داخل
المسجد الأقصى، رغم السياسة القاسية التي تتبعها سلطات الاحتلال؛ من تهديد وضرب واعتقال وإبعاد قسري عن
الأقصى.
عزيمة وإصرار
تتصدى نساء البلدة القديمة كل الهجمات والاقتحامات للمسجد الأقصى، وتصررنً على الوقوف أمام البوابات
الإلكترونية في زقاق باب الأسباط المؤدي لساحات المسجد الأقصى، مواصلات درب الثبات والصمود، حيث أعلنَ
جميعهنَ بصوت واحد ” من يدخل تلك البوابات فليس منا”.
ومن أبرز تلك المرابطات، المرابطة أم طارق الهشلمون إحدى أبرز المدافعات الفلسطينيات عن المسجد الأقصى
المبارك، حيث تعرضت في كثير من الأحيان للاعتداء والضرب وإصدار عدة قرارات بإبعادها قسراً عن دخول
المسجد الأقصى والدفاع عنه.

