الثقافة الصحية ووسائل الاعلام
لا شك أن مفهوم الثقافة الصحية مصطلح عصري حديث، يهم الكثير من الباحثين والخبراء المختصين، بنشر الوعي الصحي بأسلوب علمي دقيق، بين كافة شرائح المجتمع وفئاته المتنوعة. واهتمت منظمات صحية عالمية ومحلية بتعزيز الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع المدني الراقي؛ حيث ان الثقافة الصحية تعتبر اكبر استثمار يمكن ان يستثمره الشعوب في الوقاية من كثير من الامراض التي تتزايد يوما بعد والتي تفاجأنا بانتشارها بين جميع افراد المجتمع حيث ورد في اخر الاحصائيات ان 80% من الامراض الموجودة في مجتمعاتنا هي سببها عدم التوعية بها فمثلا في اخر تقرير للامم المتحدة عن مرض السكري انه يوجد 350 مليون مصاب بهذا المرض حول العالم وانه ان لم تتخذ الاجراءات الوقائية والتثقيفية حول هذا المرض فانه وبحلول 2030 سيصبح مرضى هذا المرض 700 مليون , انا وباعتقادي انه في مجتمعاتنا العربية توجد هناك الكثير من المؤسسات الاعلامية التي نستطيع ان نستثمرها في التوعية والتثقيف لمثل هذه الامراض والقيام بشراكات حقيقية وانها معنية كذلك بتطوير مفهوم الثقافة الصحية، والسعي الحثيث إلى الاستفادة من التجارب الأوروبية المتقدمة في ذلك الصدد. وأنه لابد أن تقترب الجهات الرسمية الصحية من وسائل الإعلام؛ كي تعقد معها شراكة إعلامية بإستراتيجية طويلة المدى لتعزيز الثقافة الصحية على مستوى الأفراد والأسر، ومؤسسات المجتمع المدني التي اصبحت بعيدة كل البعد عن برامج مثل هذه البرامج التوعوية. وبلا شك فإن الإعلام الحديث بوسائله المتعددة وبتقنياته العصرية سيلعب دورًا بارزًا في ذلك الاتجاه إن أحسن المختصون والعاملون في القطاع الصحي القيام ببرنامج شراكة حقيقية وفاعلة مع وسائل الإعلام التي يجب أن تنتقل من دور الناقل للحدث إلى دور الناقد للقضايا الصحية، والناشر للثقافة الصحية بأسسها العلمية الصحيحة، بالاعتماد على أصحاب الخبرة والتخصص. إن المشاهد العربي بات اليوم بحاجة إلى توفير معلومة صحية موثوقة لإشباع حاجته المعرفية والثقافية؛ وبالتأكيد ذلك هو دور الإعلام الراقي والمتحضر. وثمة مجتمعات تمكّنت من التخلّص من ذاتها الثقافية المغرقة في التخلف، والتصالح مع العولمة الثقافية في عناق أشبع حضارتها، وجعلها تنتقل من ظلام موروثها الساذج إلى نور عالمها المنفتح. وفي ختام هذه المقالة كم نتمنى ان تلاقي هذه الدعوات اذانا صاغية من جميع صناع القرار لاجل أن يدلو بدلوهم ويساهمو في التوعية الصحية للمجتمع بشكل عام ليناقشو بعضاً من القضايا الصحية التي تعاني منها مجتمعاتنا وتوضع النقاط على الحروف مما يساهم في رقي مجتمعاتنا والوصول إلى بر الأمان الذي ينشده الجميع .
كرامه سعيد حميد باجراد
مدير المؤسسة الحضرمية للتنمية الصحية
Krama020@hotmail.com


